مريض فبت بها بقية ليلتي فأصبحت من الغد فذكروا لي أمرها فقلت في نفسي : أنا مشغول عما يقولون. فدأبوا على الكلام وأكثروا ورجعت إلى نفسي وقلت ألم تختبري فيما مضى أن كل أمر سهلت عليك أسبابه وانفتحت لك أبوابه أن ذلك الخير وفيه الخيرة، وأن فيما اختبرت أن كل أمر أغلق عليك أبوابه وضاق عليك مذهبه وتعسرت عليك أسبابه في ترك ذلك الخيرة والخير، والعلم علم التجارب. ثم رجعت إلى ربي فقلت :اللهم إنك ترى ما انفتح من أبواب هذه الجارية وسهل من أسبابها، فإني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، رب إنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب، أسألك أن تأخذ بناصيتي في أمر هذه الجارية إلى خير ولا تكلني إلى نفسي ولا تذرني وهواي فأكون مخطئا وأنت تعلم قدرها في نفسي إنه صغير وغايتي لو كانت الخيرة في تركها وأنت تعلم كراهتي لها، غير أني فيما اختبرت أن كل أمر سهلت علي أسبابه وانفتحت لي أبوابه أن فيه الخيرة والعلم علم التجارب فإن كانت لي فيه الخيرة لديني ودنياي وآخرتي ومعيشتي وعاقبة أمري فيسرها لي. وإن لم تكن لي فيه الخيرة فحل بيني وبينها وارزقني الإستسلام لأمرك والرضى بقضائك. وإن كان منك / في هذا أمر يا رب فأرني ذلك في المنام وليكن على يد النبي عليه السلام، وحفظني ما يقول رسول الله حتى لا أنساه. فدعوت بهذا كله أو بعامته فنمت على شقي الأيسر، وإنما هي نومة أغلقت فيها عيني فرأيت النبي عليه السلام قادما مع أربعة من الأولياء، أولياء الجارية، غير أنهم ليسوا الأولياء الذين نعرف، فوقف عليهم واقفا بيني وبين هؤلاء الأولياء مقدار عشر خطوات أو أقل وأنا خلفهم وخلفي مسجد مصلى العيد فقال لهم صلى الله عليه : إن جبريل بعثني إليكم أن زوجوا فلانة لفلان، فذكر إسمي وإسمها وقعد صلى الله عليه وسلم. وعلمت أني في رؤيا ووددت لو أنها طالت، وذلك وأنا في المنام.
Page 67