إلا أن يكون خروجهم إلى جراد أو سمك فلا بأس أن تخرج معهم، وأما غير ذلك من خروج بعضهم إلى بعض فاحذر واهرب من الناس كهروبك من السبع. ألا ترى إلى قول حذيفة لابنه : يا بني إنك في زمان الأشرار وظهر فيه المجانين بحمقهم واستخفى فيه العلماء بعلمهم فأخف مكانك وابك على خطيئتك. ألا تراه أمره بالعزلة في ذلك الزمان والصحابة بوفرها. إلا أنه لم ولي أمور الناس من حاد عن طريقه من كان قبله قال ابن مسعود : كن حلسا من أحلاس بيتك واعتزل الناس وما هم فيه. ونفير أهل التوحيد إلى أهل التوحيد بأسباب تكون بينهم فاحذر ثم احذر فإنكم أن تتركوا دما حلالا خير من أن تسفكوا دما حراما وتكثروا سواد من سفكها.
(7) وكيف ترى في رجل وقع في بئر فمات فيها فأخرج من يومه ذلك والبئر كثيرة الماء فتوضأ من ذلك الماء وصلى به وأسقاه بقوله.
قال: بلغنا أن زنجيا وقع في زمزم فأمر ابن عباس أن تسد عيونها وينزح ماؤها كلها. فإن كان البئر تنزف فلينزحوا ماءها. وإن كانت لا تنزف فليرفعوا منها أربعين دلوا إلى خمسين.
وأما قولك : توضأ منه رجل وسقى منه بقوله فإنه يقال عن الربيع بن حبيب : إذا كان في الماء أربعين قلة بقلال هجر فلم ير بأسا إذا لم يتغير طعمه أو لونه أو رائحته. وقلال هجر إنما هي حباب كبار. ولعلك رأيتها بمكة بمنى عند السقاية بياعة الماء.
(8) فكيف ترى في رجل بين ظهراني قوم يدينون بملوكهم فيؤذنون، أفينبغي لنا أن نصلي بأذانهم ولم نعلم أم الوقت قد حان، أو أذن رجل ليس بأمين ؟
Page 60