قال: الناس كلهم عند سلطان العدل كأسنان المشط، لا فضل لأحد على الآخر، إذا قام بأمر الله وإنفاذ أحكامه إذ لا حكم إلا لله، وإنما قام بقطع الشكية عن الله، فالضعيف عنده قوي حتى يأخد له حقه، والقوي عنده ضعيف حتى ينصف منه ويكون لذي الحق اسيرا. ويقال : من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله له قدميه يوم تزول الأقدام وليس في تقصير من قصر في إيصال الأحكام ما يزيلها عمن وجبت عليه فليحكم فيما يستقبل بما أنزل الله. وأما من عفا عن حقه فليس عليه أن يلجئه إلى الطلب لأن العفو مما أمر الله به، وهو إلى التقوى أقرب. وكل ما ذكرت في مسائلك إنما ذلك في الظهور، وعلى أئمة المسلمين إذا كانوا حكاما ظاهرين أن ينفدوا الأحكام في القريب والبعيد والوضيع والشريف. والإمام الظاهر لا عذر له في تعطيل الأحكام ما دام في أربعين رجلا فغن أنقص منهم واحد حل اللواء واعتزل الإمامة. قال عمر بن الخطاب رحمه الله /إن كنت ولي الأمر فجد، وإن كنت خلوا فعليك بنفسك.
(11)وما تقول - رحمك الله - في أب أعطى جميع ماله لإبنه فباع الإبن ذلك كله من ساعته أو من يومه أو بعد ذلك فطلب المشتري ذلك إلى الأب فقال الأب. إنما أرضيت إبنى بكلام كان مني، هل ترى بيع الصبي يكون حيازة، والمال في يد الأب حتى خاصمه المشتري ؟
Page 52