والصلاة والزكاة مقرونتان في كل ملة. ألا تراه قال في إسماعيل : { وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة } (¬1) وآخر أنبياء بني إسرائيل عيسى بن مريم، فأول ما نطق به الإقرار بالعبودية لله ثم قال : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } (¬2) وقال : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة .... } (¬3) الآية. ألا ترى إلى / حجة المهاجرين يوم سقيفة بني ساعدة واحتجاجهم لأبي بكر الصديق حين قالوا : إئتمنه رسول الله على الصلاة فنحن نأتمنه على الزكاة لأنها مقرونة بها. والصلاة لا يؤم الناس إلا أقرأهم لكتاب الله وأعلمهم لسنة رسوله وأكثرهم (¬4) صلاحا. وكذلك الزكاة لا يؤتمن على جبايتها إلا أهل الفضل في الدين وذلك أن معتديها كمانعها، فلما كان معتديها إذا لم يعمل فيها بالسيرة صار كمن منعها، فاتقوا الله ولا تولوا دينكم إلا أهل الرضى والقناعة.
(7) وعن السلطان طلب إلى مشائخ البلد وصلحائهم أن يجعلوا له من عشور المسلمين وصدقاتهم شيئا. فجعلوا له ثلث العشر فاستقلل ذلك فلما رأوا لا تقوم الأمور إلا بقيامه وأن لا يجد في نفسه، فرضوا له نصف العشر من الثمر والشعير والصدقات فيصرفه حيث شاء. وبعد ذلك طلب من بعضهم أن يكون معه رجل يقوم في ضيعته حتى يشغل بأمور الإسلام على أن يؤاجروه من النصف الباقي ففعلوا له ذلك. وهل له ذلك ولهم فيه سعة ؟
Page 43