٢٦ - حديث: "نعم العبد صُهَيْب لو لم يخف الله لم يعصه".
قد اشتهر في كلام الأصوليين وأصحاب المعاني وأهل العربية من حديث عمر بن الخطاب ﵁، وذكر الشيخ بهاء الدين السبكي أنه لم يظفر به في شيء من الكتب، وكذا قال جمع جم من أهل اللغة، ثم رأيت بخط شيخنا ﵀ أنه ظفر به في "مشكل الحديث" لأبي محمد بن قتيبة، لكن لم يذكر له ابن قتيبة إسنادًا، وقال: أراد أن صهيبًا إنما يطيع الله حبًا لا لمخافة عقابه. انتهى.
وقد وقفت على معنى ذلك من قول عمر ﵁ إلا أنه في حق سالم مولى أبي حذيفة فروى أبو نعيم في "الحلية" من طريق عبد الله بن الأرقم: حضرت عمر عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة، فقال عمر: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن سالمًا شديد الحب لله ﷿، لو كان لا يخاف الله ما عصاه" وسنده ضعيف، وعنده من طريق عمر أيضًا: "لو استخلفت سالمًا مولى أبي حذيفة فسالني ربي ما حملك على ذلك لقلت: رب سمعت نبيك ﷺ يقول: إنه يحب الله حقا من قلبه". انتهى.
وهذا يؤيد تأويل ابن قتيبة الماضي. ولله الفضل.