Réponses iraquiennes aux questions de Lahore

Shihab Din Alusi d. 1270 AH
23

Réponses iraquiennes aux questions de Lahore

الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية

Maison d'édition

مطبعة الحميدية

Lieu d'édition

بغداد

حالهم وأنهم في الدرك الأسفل من النار فكيف يقول «أصحابي أصحابي» فتأمل. واستشكل القول بعدالة جميع الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - بأن الله تعالى حكم بفسق البعض في قوله سبحانه: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا﴾ الآية فإن جمهور المفسرين بل كلهم كما قال ابن عبد البر على أنها نزلت في الوليد بن عقبة أخي عثمان - رضي الله تعالى عنه - حين بعثه - صلى الله تعالى عليه وسلم - مصدقا إلى بني المصطلق وكان بينه وبينهم إحنة فلما سمعوا به استقبلوه فحسب أنهم مقاتلوه، فرجع وقال لرسول الله ﷺ إنهم قد ارتدوا ومنعوا الزكاة فهمّ ﵊ بقتالهم فجاؤا معتذرين ونزلت الآية، فسماه الله تعالى فاسقا وقد عده أئمة الحديث من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - وجعله الحافظ العسقلاني - عليه الرحمة - في القسم الأول من الأقسام الأربعة. على أن قصة صلاته بعد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهودة وفي كتب الأخبار مذكورة، وقصة جلد عمر - رضي الله تعالى عنه - له بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مخرجة في الصحيحين وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، وذلك ينافي العدالة قطعا. وأجيب بأنه ليس مرادنا من كون الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - جميعهم عدولا أنهم لم يصدر عن أحد منهم مفسق أصلا ولا ارتكب ذنبا قط فإن دون إثبات ذلك خرط القتاد، فقد كانت تصدر منهم

1 / 22