أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
Maison d'édition
دار القلم
Numéro d'édition
الثامنة
Année de publication
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
Lieu d'édition
دمشق
Genres
الأجراء يتعمدون التقاطها وعرضها من جديد، وربما يكونون متطوعين يغفلون عن أثرها السيء الذي تفعله في نفوس الأجيال الناشئة، بما تعطيه من مفاهيم خاطئة عن الإسلام. أما هدف أعداء الإسلام منها فيتلخص في أمرين:
الأمر الأول: تشجيع فريق من المسلمين للأخذ بها واعتناقاها، إبعادًا لهم عن حقيقة الإسلام النقية الصافية.
الأمر الثاني: إبراز صورة مشوهة عن الإسلام للأجيال التي يريدون أن يسبوها سبيًا فكريًا ونفسيًا من أحضان أسرتها وبيآتها الإسلامية، وبها يستطيعون أن يهدموا الإسلام من أفكار هؤلاء الناشئين، وأن ينفروهم من طريقة آبائهم وأسرهم، الملتزمين بالصورة المشوهة التي ساهم الأجراء باستخراجها وبثها، أو تحويرها والتلاعب فيها.
الصنف الثاني: الخارجون. وهم الذين خرجوا عن دينهم وأمتهم خروجًا كليًا أو جزئيًا. وأخطر هؤلاء الخارجين الخارجون من طبقة المثقفين بالثقافات الحديثة، وهم في الحقيقة جنود من جنود العدو في أثواب وطنية، ولا تعدو مهمتهم أن تكون صورة تامة لمهمة المستشرقين والمبشرين والمستعمرين، إلا أنهم يستعلنون بوجه وطني، لأنهم من الأمة أعراقًا وأنسابًا، وهذا الوجه الوطني لا يستطيع أن يلبسه العدو الأصلي، لذلك فإن تأثيره يظل أقل وأضعف حينما يباشر مكيدته بنفسه بصورة علنية.
وهؤلاء الخارجون يستوردون المبادئ والمذاهب الفكرية البعيدة عن مجال التقدم المادي للحياة الإنسانية، مما تصنعه الخطط الأجنبية المعادية للإسلام والمسلمين، ويعرضونها بأقلامهم بين الأجيال الناشئة من أبناء المسلمين، ويرفعون من شأنها، ويمجدون أصحابها، ويغرسون في قلوب هذه الأجيال حبَّها والتعلق بها، واعتبارها حقًا وفتحًا عظيمًا في ميادين المعرفة، ثم يتعهدون غراسها بالسقي والحضانة والتغذية المستمرة، حتى يثمر في أفكارهم وقلوبهم إلحادًا بالله وكفرًا وتنكرًا وازدراء لدينهم وأمتهم، وكراهية لكل ما يتصل
1 / 56