96

Les Imams du Yémen au quatorzième siècle de l'Hégire

أئمة اليمن الاحتياط

Genres

رجوعا إلى الله عباد الله، وإقبالا على كل طاعة تقربكم إلى الله، فإن الأعمال لتطوى، وأن الدنيا لتذوى، وأنكم لا تدرون متى يطرقكم الأجل، فينقطع العمل، وينسل الأمل، ألا هل أدلكم على ما إن تمسكتم به نجوتم من النار، وحزتم قصب السبق والفخار؟ شريعة الله، فإنها دينه الذي ارتضاه، ومحقي أهل بيت نبيكم، فإنهم زمام الخير وقادته، وأئمة الحق وخاصته، ما أخروجكم عن هدي، ولا أدخلوكم في ضلال، ولا نهوكم عن معروف، ولا أمروكم بمنكر، ولا حملوكم على هوى، ولا حادوا بكم عن حق، ولا سلكوا بكم في باطل، ولا أصدروكم عن طاعة، ولا أوردوكم على معصية، ولا مشوا بكم في ذل، ولا قعدوا بكم عن عز، ولا حطوكم عن رتبة، ولا أهبطوكم إلى ريبة. أمروكم بما أمر به الكتاب المنزل، وسنة أبيهم المرسل، والجهاد في سبيل الله. فإنه ذروة السنام، ورهبانية أهل الإسلام. الجهاد الجهاد، يا أيها العباد، هو الساتر الشامل، والرداء الكامل، قميص الأولياء، وسربال الأتقياء، وسنة الأنبياء. به فقئت عين الفتنة، ومزقت صحيفة الجور والظنة، وزالت البدعة وانتشرت السنة. الجهاد لقاح العز، ومفتاح المجد، ومغلاق الذل، ومصراع الخير، ورتاج الشر. من تركه ذل، ومن ذل أهين. في الجهاد الخير، والخير في الجهاد. لا يحل لعين ترى الله يعصي فتطرف حتى تغير أو تنتقل. جاهدوا من لم يتبع سبيل المؤمنين، وعدل عن أحكام رب العالمين، وعن شريعة سيد المرسلين، وركب الآثام، وما انتهى عن الحرام. فوالذي خلق الحبة، وبرأ النسمة، لتجدن ما قدمتم، ولتسألن عما عملتم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قاتل في سبيل الله وجبت له الجنة»الخ.

اجتماع مندوبي الإمام والأتراك في ريدة

في شعبان من هذا العام كان بعد المكاتبة بين الإمام وحكومة الأتراك خروج معاون الوالي بصنعاء محمود نديم بك ومحمد باشا والوالد العلامة قاسم بن حسين العزي أبو طالب والوالد العلامة عبد الله بن علي بن عبد القادر من صنعاء إلى مدينة ريدة من بلاد عمران على مسافة يومين شمالا من صنعاء، والتقاهم إليها مع أعيان أعلام رجال الإمام المولى العلامة سيف الإسلام محمد ابن الإمام الهادي شرف الدين والمولى العلامة عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن الإمام والمولى العلامة أحمد بن يحيى بن قاسم عامر الحسنى. وبعد اجتماعهم كانت المراجعة في إصلاح الشأن بين الإمام والأتراك وما به إخماد نار فتنة الحرب بناء على أمر السلطان بإصلاح الشأن. ولما لم تكن للوالي أحمد فيضي رغبة في ذلك عرقل تمام الصلح لما في ترك سوق الجنود التركية والمعدات ونحوها إلى اليمن من الفائدة المادية له، فاعترض إكمال الكلام في الصلح بلزوم تقديم تسليم الإمام لما أخذه من صنعاء وغيرها من أسلحة الترك ونحو هذه العرقلة، فتعقب ذلك ما تعقبه من الجهاد وتجهيز القواد الإمامية إلى كل بلاد وثورات عساكر العجم على فيضي باشا.

Page 99