Les Imams du Yémen au quatorzième siècle de l'Hégire
أئمة اليمن الاحتياط
Genres
أخبرني حضرة القاضي محمد راغب وزير خارجية حكومتنا الإمامية: أنه عمر أحمد فيضي باشا في جهة مشهورة بالاستانة نحو خمسمائة دكان أجرتها من الساكنين فيها نحو خمسة آلاف جنيه ذهبا عثمانيا في كل شهر، وإن هذا المبلغ عدا ما كان له من ثروة أخرى وبنايات ونحوها. وأن الحكومة التركية استدعت فيضي في أول سنة 1329 ليخرج اليمن فاعتذر بضعفه ونحوه فكان تعيين عزت باشا، ثم كانت وفاة أحمد فيضي بالاستانة آخر سنة 1329تسع وعشرين تقريبا، وما مضت نحو خمس سنوات بعد وفاته إلا وزوجته التي كانت معه باليمن وأولادها فيما لا مزيد عليه من شدة الفقر والهوان، وما تصدق بقيمة كفن لزوجته في يوم موتها إلا من يعلمه من المتصدقين. وإن طاهر بك ابن أحمد فيضي المعروف باليمن لا يزال إلى هذه الأعوام القريبة يبيع البصل ونحوه من الخضروات في أبواب بعض الدكاكين وبعض الشوارع ونحوها بالاستانة ولم يتمكن مع فقره من أجرة دكان يبيع فيه تلك الخضرة بعد إذهابه قيمة تلك المئين من الدكاكين وغيرها في قمار وخلاعات ونحوها. وأن من بقي من بنات فيضي باشا على قيد الحياة فيما لا مزيد عليه من الفقر والهوان. فسبحان المعز المذل، ومن لا تغيره غير الدهور والأزمان.
الطاغية يوسف باشا أركان الحرب
كان من أطغى وأعتى قواد الجنود التركية باليمن في معظم أعوام ولاية فيضي عليها يوسف باشا، وكان أول ما عرف باليمن في حرب جبل عانز من بلاد الحيمة سنة 1309 تسع وثلاثمائة وألف وهو برتبة قول أغاسي أركان حرب، ثم استخدم في صنعاء وغيرها وعظم أمره، وكان في سنة 1322 اثنين وعشرين في بلاد الشرف. ولما أحس بمقدمات الثورة العمومية باليمن على الأتراك في أول ذلك العام اقتنص مشايخ وأعيان بلاد الشرف وأبقاهم لديه في قفل شمر والشاهل من الشرف وكلفهم سوق مطلوباته من كفايات العسكر التركية ونحوها وتوعدهم كما بلغ بالذبح ونحوه حتى استطاع بذلك دفع الأخطار المحدقة به في مدة الحروب العمومية باليمن في ذلك العام وما بعده إلى رجوع أحمد فيضي والأتراك إلى صنعاء في رجب سنة 1323 ثلاث وعشرين.
Page 165