Le Meilleur des divisions pour la connaissance des régions

Al-Maqdisi d. 390 AH
188

Le Meilleur des divisions pour la connaissance des régions

أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم

والبلقاء ليست من الأرض المقدسة ومن زعم شيئا من هذين فترك الكلام معه أصوب، وقد كان الفقيه ابو ذر لما ضيقت عليه هذه المسألة قال لي انك لم تدخل بيت المقدس ولو دخلتها لعلمت انها سهل بلا جبل حتى قال له الرئيس ابو محمد هو منها وسمعت خالي عبد الله بن الشوا يقول أراد بعض السلاطين ان يتغلب على دير شمويل وهي قرية على فرسخ من إيليا فقال لصاحبها صف لي قريتك قال هي أيدك الله قريبة من السما، بعيدة من الوطاء،، قليلة الابروط، كثيرة البلوط،، تحتاج الى الكد، ولا تزكى بالرد،، يغالب غر، ولوز مر،، ازرع قبا وخذ قبا، الا ان الذي نذرت كان أنبل (1) جبا،، فقال اذهب لا حاجة لنا في قريتك واما الجبال الشريفة فجبل زيتا يطل على بيت المقدس وقد ذكرنا وجبل صديقا بين صور وقدس وبانياس وصيدا ثم قبر صديقا (2) عنده مسجد له موسم (3) يوم النصف من شعبان يجتمع اليه خلق كثير من هذه المدن ويحضره خليفة السلطان واتفق وقت كوني بهذه الناحية يوم الجمعة في النصف من شعبان فأتانى (4) القاضي ابو القاسم بن العباس حتى خطبت بهم فبعثتهم في الخطبة على عمارة ذلك المسجد ففعلوا وبنوا به منبرا وسمعتهم يزعمون ان الكلب يعدو خلف الوحش فإذا بلغ ذلك الحد وقف وما يشبه هذه من الحكايات، واما جبل لبنان فهو متصل بهذا الجبل كثير الأشجار والثمار المباحة وفيه عيون ضعيفة يتعبد (5) عندها أقوام قد بنوا لأنفسهم بيوتا من القش يأكلون من تلك المباحات ويرتفقون بما يحملون منها الى المدن من القصب الفارسى والمرسين وغير ذلك وقد قلوا به، وجبل الجولان يقابله من نحو دمشق على ما ذكرنا وبه لقيت ابا (6) إسحاق البلوطي في أربعين رجلا لباسهم الصوف ولهم مسجد يجتمعون فيه ورايته فقيها عالما على مذهب سفيان الثوري ورأيت تقوتهم بالبلوط ثمرة على مقدار التمر مر يفلق ويحلى ثم يطحن وثم شعير برى يخلط به، واما جبل لكام فإنه اعمر جبال الشام وأكبرها وأكثرها

Page 188