Ahmad Orabi, le leader calomnié

Mahmoud Khafif d. 1380 AH
139

Ahmad Orabi, le leader calomnié

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

Genres

ورأينا إنعام السلطان على عرابي بالوسام المجيدي الأكبر، وفي ذلك - فضلا عما بيناه من معان - معنى آخر هو أن عرابي لم يكن بالمتمرد ولا بالمتسلط، بل إنه الرجل الذي لاذ به الجميع لحفظ النظام، وبذلك فلا وجه لما يذيعه الإنجليز عن خطر الحزب العسكري في مصر، ومن ثم فلا حاجة إلى مؤتمر، ولا إلى تدخل من أي نوع كان ...

ولكن أين هذا الأسلوب من دهاء السياسة الإنجليزية وخبثها وطول مرانها على اللؤم والمكر السيئ؟ لقد دبر الإنجليز وشركاؤهم مأساة الإسكندرية؛ لتكون حجة لهم على صحة ما يقولون ... ومن هنا يتبين لنا خطر هذا الحادث المشؤوم ...

ولذلك نعود بأشد اللوم على عرابي؛ لأنه أذعن لتوفيق حين جعل عمر لطفي رئيسا للجنة التحقيق، ولأنه تراخى بعد ما كان من إقدامه أول الأمر على أثر انسحاب الإنجليز من اللجنة، وكان عليه أن يتعقب الجناة مهما كان شأنهم وأن يواجههم بالأدلة ثم يضرب على أيديهم، ولو أنه فعل ذلك للعب لعبة بعيدة الأثر في مجرى الأحداث؛ إذ كان يفضح أعداءه ويحبط كيدهم ويردهم خاسرين ...

ولن يشفع لعرابي أنه آثر الحرص على مودة الخديو، ولا أنه خشي أن يفسر عمله بالتحدي لسلطته فيهيئ لأعدائه دليلا على صحة ما يزعمون من تدخله وتسلطه.

لن يشفع له شيء من هذا؛ فقد اضطلع بحفظ الأمن وتعهد بذلك، وكان بعد استقالة البارودي الحاكم الفعلي بل الحاكم الوحيد، وقد أعيد إلى منصبه في الوزارة لهذا الغرض بالذات ... إلا أنه لخطأ من أكبر أخطائه السياسية سوف يعود عليه وعلى مصر بأوخم العواقب. •••

ولندع الآن موقف تركيا من المؤتمر لنعود إلى ما كان بين فرسنيه وجرانفل ...

في أول شهر يونية، أي في اليوم التالي لاقتراح فرسنيه، أرسل إليه اللورد جرانفل يقترح مرة أخرى رجاء الدول العظمى أن ترسل إلى السلطان تطلب إليه إرسال جنود تركية إلى مصر، ورد فرسنيه أن الأولى أن تنظر الحكومتان: هل توافق الدول على عقد المؤتمر أم لا؟ وأجاب جرانفل بأن سؤال السلطان إرسال جنود إلى مصر ينبغي أن يكون مما يشار به على اللورد دوفرين فيما يتصل ببرنامج المؤتمر، وأظهر فرسنيه تململه من هذا الرد؛ لأن أجوبة الدول على الدعوة إلى المؤتمر لم ترد بعد ...

وكان جرانفل في الواقع يماطل ويسوف؛ عله يستطيع أن يتخلص من عقد المؤتمر؛ وإن تظاهر أمام فرنسا أنه يرحب به ...

ولما وقعت مأساة الإسكندرية عادت إنجلترا إلى تخويفها العالم من سوء الحال في مصر؛ علها تجد في ذلك ذريعتها للتدخل قبل هذا المؤتمر الذي تشير به فرنسا.

أرسل مالت إلى جرانفل بعد المذبحة بيومين أي في اليوم الثالث عشر من يونية يقول: إن بعثة درويش قد فشلت فشلا تاما في مهمتها، وأن مندوب السلطان اضطر إلى الخضوع لسلطة عرابي، وأنه أدلى إلى ممثلي الدول بقوله: إنه تحت ضغط الظروف الملحة يشارك عرابي باشا في تنفيذ أوامر الخديو، وإنه وزع الأوسمة على العرابيين وعلى الخديوين، وأن تأثيره قد ذهب.

Page inconnue