Ahmad Orabi, le leader calomnié
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Genres
وعلى مقربة من الجسر قابله طلعت باشا سكرتير الخديو، وقد أرسله سيده ليبلغه بأن فتنة وقعت في الإسكندرية، وأنها استمرت ثلاث ساعات، وأن الأوربيين والمسيحيين كانوا يقتلون أينما وجدوا، وقد أدى طلعت الرسالة في مظهر المنتصر، وظهر عليه سرور شديد، وكأنما كان يريد أن يقول إن عرابي الذي عمل من أجله ما عمل كان سبب ما حدث ...
وأرسل درويش باشا أحد الضباط المرافقين له في العربة ليعود من فوره إلى عرابي، ولما كنت حاضرا فقد أفسحت لرسول درويش مكانا في عربتي وأخذته إلى بيت محمود سامي حيث كان عرابي حاضرا في ذلك الوقت. وشاعت الأنباء سريعا في المدينة، وقد انزعج لها الناس جميعا، واستولى الحزن على عرابي وصحبه. أما في قصر الخديو وحده فكان الفرح واضح المعالم.»
وقد جاء في تقريره وهو بالسجن ما لا يخرج عن هذا، وقد ذكر في نهايته أنه يستطيع أن يثبت ما يقول بشهادة شهود لا يمكن أن تحوم حولهم شبهة ... •••
ومما هو جدير بالاعتبار أن الخديو عين عمر لطفي باشا على الرغم من سلوكه أثناء الفتنة رئيسا للجنة التحقيق التي كلفت بالبحث عن المسئولين، وكان أول شيء يجب أن يعمل لو سارت الأمور سيرا بريئا أن ينحى عمر لطفي لكي يستطاع سؤاله عن أسباب تقصيره، ذلك التقصير الذي لا يستطيع أن يماري فيه أحد ...
وكان الغرض من لجنة التحقيق إلصاق تهمة المذابح بعرابي وحزبه، فلما لم يتيسر ذلك بأي وجه انسحب الإنجليز كما سنرى من لجنة التحقيق، ونصح الخديو لعمر لطفي أن يطلب إجازة بحجة السفر إلى خارج القطر للراحة.
وبقي عمر لطفي بمصر حتى أعلنت الحرب، ولما عزل عرابي في اليوم السادس والعشرين من شهر يوليو عينه الخديو وزيرا للحربية مكانه.
ومما يذكر في صدد هذا أن حيدر باشا كذلك قد ظفر بمقعد بين الوزراء ... •••
ننظر بعد ذلك فيما كان من أمر عرابي وحزبه تلقاء هذه الفتنة، ولنبدأ بما ذكره روثستين في هذا الصدد. قال: «وأعجب ما يتصل بهذا الحادث وأغربه أنهم حاولوا فيما بعد أن يجعلوا لعرابي يدا فيه مع أنه قاسى من جرائه ما لم يقاسه غيره. فزعموا أنه ناسج برد المؤامرة لحمته وسداه، والآمن بالمذبحة، والناهي رجال الحامية عن التعرض لها. ولكن التهمة تطايرت بشكل يرثى له عندما أدركوا أن اللجاج في الأمر قد يزيح الستار عمن قاموا حقيقة بتلك الفظيعة المنقطعة النظير. ثم ظهرت الحقيقة على الرغم من ذلك كله، وكان الفضل في ظهورها راجعا إلى جهود المستر بلنت. وفي سنة 1883 بسط اللورد رندلف تشرشل لأعضاء البرلمان الأمر بأجمعه.»
ونحسب أن المسألة واضحة كل الوضوح في بعد عرابي وحزبه عن هذه المأساة، فمما لا ريب فيه أنها موجهة ضدهم، فقد ضمن عرابي الأمن، ولا يمكن أن يطعن نفسه بنفسه فيأتي بما يهدم كل ما يدعي، كذلك ما كان من الممكن أن يقف سليمان سامي قائد حامية المدينة مكتوف اليدين من المأساة لو أنه أحيط علما بها وقد علم أن تبعة الأمن ملقاة على عاتق عرابي ...
وقد أرسل كوكسن برقية إلى مالت عقب إعادة عرابي إلى الوزارة يصف الإسكندرية فقال: «كل شيء هنا هادئ، والسلطات المحلية تؤكد لي أنه لا خوف من وقوع اضطراب، وقد تلقت فرق الجيش ردا من القاهرة اتفقت بناء عليه أن تظل ساكنة في الوقت الحالي.»
Page inconnue