Ahmad Orabi, le leader calomnié
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Genres
وقوله: «سليمان سامي كان مستعدا لإرسال العساكر إذا ورد له الأمر من نظارة الجهادية، ولكن لم يكتب أحد بذلك إلى النظارة لأن الأمر بيد المحافظ.»
وقوله: «عمر لطفي باشا طلب إنزال جند إنجليز لعجز عرابي عن حفظ الأمن.»
وقال أحمد رفعت: «ولما كنت في الإسكندرية بعد الحادث باثني عشر يوما سمعت الناس يقولون في صوت واحد: إن المحافظ عمر لطفي هو الذي أدى بتفاقم الأمر إلى هذا الحد؛ لأنه كان حاضرا ولم يصدر أي أمر لإيقافه.»
هذا ما يتصل بموقفه السلبي من الأحداث، ذلك الموقف الذي ينطوي على أشد الريبة، وإنه ليصعب على المرء أن يتصور أن محافظا في مدينة ما يرى القتال بين الناس ثم يقف منه مكتوف اليد كما وقف عمر لطفي من حوادث الإسكندرية، ثم لا يتهم بأنه إن لم يكن مدبر الجريمة، فهو على الأقل راض عنها لأنها جاءت وفق ما يريد ...
على أن جون نينيه يذكر نبأ عظيم الخطورة عن هذا المحافظ ويقول إنه سمعه من سكرتير سيمور أدميرال الأسطول، ومؤداه أن عمر لطفي ذهب إلى ذلك الأدميرال في قارب بعد المأساة بأربعة أيام وطلب إليه أن ينزل جنودا بالإسكندرية؛ لأن عرابي لن يقوى على حفظ الأمن.
وقد رأينا أن الشيخ محمد عبده يشير إلى شيء مثل هذا في مذكراته، كما أن أحمد رفعت بك يذكر مثل هذا النبأ فيقول: إن الخديو وقت الحادث أبرق إلى لطفي أن يستعين بجنود من الأسطول لا بفرق من الجيش المصري، كأنما يستعجل توفيق الاحتلال ويخشى أن تفلت الفرصة من يده.
ومن أخطر ما يتصل بموقف عمر لطفي أنه كان يعلم قبل المأساة أن الأجانب يسلحون أنفسهم، ثم لم يتخذ أي إجراء احتياطي لما عسى أن يؤدي إليه هذا التسليح، ولا هو أبلغ عرابي بشيء من هذا أو أبلغ الخديو ليتصل بعرابي، وكان علمه بهذا التسلح حقيقة ثابتة، فقد ذكر كوكسن في رسالة منه إلى مالت في اليوم السادس من يونية أن يعد العدة للتسلح، ثم قال: «ويصح أن أذكر أن محافظ المدينة زارني منذ أيام وكان معي بعض زملائي وأبلغني أنه علم أن الأجانب يسلحون أنفسهم.»
9
ولننظر بعد ذلك في موقف الخديو من هذه المأساة، ولنبين ما عسى أن يكون من صلة بينه وبين عمر لطفي، وما عسى أن يكون من مغزى لهذه الصلة بينهما ...
ذكر اللورد راندلف تشرشل في قرار اتهامه الذي أثاره في مجلس العموم البريطاني في سنة 1883، أن الخديو توفيقا، اتصل ببعض البدو في مديرية البحيرة وخاصة قبيلة أولاد علي، وذلك عن طريق مدير الإقليم إبراهيم توفيق، وكان الخديو يرمي إلى غرضين: اتخاذ هؤلاء البدو قوة له يقاوم بها قوة الجيش، ثم الاعتماد عليهم في إحداث فتن وقلاقل تظهر الوزارة بمظهر العجز أمام دول أوربا، وقد أنفق الخديو على ذلك نحو عشرين ألفا من الجنيهات وزعت على مشايخ هؤلاء البدو، واستقبل توفيق هؤلاء الشيوخ في مقره وأكرم مثواهم، واتفق معهم على أن يدخلوا عددا من أتباعهم القاهرة عن طريق الجيزة، وكان يريد أن تقع الفتنة في القاهرة، ولكن هؤلاء البدو تخاذلوا عن القاهرة لما رأوا من يقظة الحكومة، على أن عمر لطفي قد استعان ببعض هؤلاء البدو في مأساة الإسكندرية
Page inconnue