Ahmad Orabi, le leader calomnié
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Genres
ولما كان عمر لطفي باشا هو محافظ المدينة وقت وقوع المأساة فخليق بنا أن نبدأ به فنستعرض ما كان من مسلكه أثناء ذلك الحادث، فمن هذا يتبين لنا مبلغ ما يقع على كاهله من تبعة، إن كان الأمر فيما يتصل به أمر خطأ أو تقصير، ومبلغ نصيبه من الجريمة إن كان أمر إجرام وتدبير ...
وإن أول ما نذكره عن عمر لطفي أنه كان بصفته محافظ المدينة المسئول عن الأمن والنظام فيها، كما نذكر أنه منذ استقالة الوزارة لم يكن لأحد عليه من سلطان إلا الخديو، وذلك حسب الأمر الذي أصدره الخديو عقب استقالة الوزارة بعرض ما كان من اختصاص وزارة الداخلية على القصر ...
ونذكر بعد ذلك أن عمر كان من أنصار الحزب الوطني حتى منتصف شهر مايو، ثم انحاز إلى الخديو فيمن انحازوا إليه بعد ذلك، والدليل على ذلك أن الخديو عرض عليه منصب وزير الجهادية بعد سقوط وزارة البارودي ... على أنه ظل إلى ما بعد سقوط الوزارة يتظاهر بالولاء للحزب الوطني، فيحضر حفلات هذا الحزب بالإسكندرية ويحرص على الصلة بكبار رجاله ...
وتذكر بعض المصادر الهامة نبأ برقية من الخديو إلى عمر لطفي على أعظم جانب من الخطورة نعربها فيما يأتي «لقد ضمن عرابي الأمن العام ونشر ذلك في الجرائد، وقد تحمل مسئولية ذلك أمام القناصل، فإذا نجح في ضمانه، فإن الدول سوف تثق به وسوف نفقد بذلك اعتبارنا، يضاف إلى ذلك أن أساطيل الدول في مياه الإسكندرية، وأن عقول الناس في هياج، وأن الحرب قريبة الوقوع بين الأجانب وغيرهم ... والآن فاختر لنفسك هل تخدم عرابي في ضمانه أم هل تخدمنا.»
7
وكان عرابي فعلا قد أخذ على عاتقه مسئولية الأمن بعد إعادته إلى وزارة الجهادية، وأعلن ذلك رسميا في الصحف بعد الاتفاق عليه مع الخديو ...
ويذكر عرابي باشا في تقرير كتبه لبلنت قوله: «قبل كل شيء أرسل الخديو إلى عمر لطفي محافظ الإسكندرية ليحضر إلى القاهرة بقطار خاص يوم 9 يونية، وقد تحدث معه الخديو عقب وصوله مدة طويلة، وأعطاه ما يلزمه من التنبيهات لإحداث فتنة في الإسكندرية.»
وكانت شرطة المدينة تحت رئاسة عمر لطفي، وقد اشترك هؤلاء في الجرائم بدل أن يعملوا على القضاء عليها كما يقضي بذلك أول واجب عليهم، واشتراك الشرطة في المأساة ثابت من تقارير أشخاص لهم خطرهم، ومن هؤلاء مستر جروسجيان السالف ذكره، وقد كانت مهمته كما اختاره مالت بإشارة من جرانفل أن يجمع الأدلة على اشتراك عرابي في الجريمة، وقد قال جروسجيان أن الشرطة اشترت قبل الحادث بأيام قليلة عددا كبيرا من النبابيت، وأنها وزعتها على عدد من سفلة البدو، وكان توزيعها من بيت قريب من مقر الضبطية، ولم تتخذ إجراءات ضد موزعي تلك النبابيت ... كما يذكر جروسجيان أن عشرة من الأطباء الأجانب قرروا أن جراح المصابين جميعا كانت إما من النبابيت، وإما من الحراب، وكانت هذه هي أسلحة الشرطة ...
وقرر مستر جويس المهندس بالأسطول الإنجليزي: «إن المستحفظين أو الخفراء قد أخذوا بنصيب فعال في الفتنة، فكانوا يقتلون المسيحيين حين لا يفعل الوطنيون ذلك، وينظرون في سكون في حالة اعتداء الوطنيين.»
وذكر مستر هيوارت وهو من رجال المال وقد أقام سبعة عشر عاما في الإسكندرية: «أن الشرطة بدلا من أن تقضي على الفتنة عملت على زيادتها، وأن معظم الجراح كانت من أيديها، وأنها كانت توزع النبابيت على العرب، وأن بعض الأوربيين كانوا يلجأون إلى الضبطية، فكانوا يذبحون على مقربة منها أو بداخلها، وأنه لولا حضور الجيش في النهاية لتفاقم الخطب، وأن الأجانب يدينون بأرواحهم لرجال الجيش» ...
Page inconnue