Ahmad Orabi, le leader calomnié
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Genres
والناس جميعا يستنكرون المذكرة المشتركة، حتى إن الصبية في الأزقة والنساء في نوافذ المنازل يرددون الهتاف الذي بات مألوفا وهو: «اللايحة ... اللايحة ... مرفوضة ... مرفوضة ...»
ولندع الكلام الآن عن درويش، فسوف تتبين لنا مقاصده ونواياه فيما يأتي من الحوادث حتى يرحل هو ووفده من مصر في اليوم التاسع عشر من شهر يوليو سنة 1882، أي بعد ثمانية أيام من الاعتداء الغادر على البلاد ...
مأساة الإسكندرية
بدأت هذه المأساة في يوم الأحد الموافق الحادي عشر من شهر يونيو سنة 1882 في صورة مشاجرة بين أحد الوطنيين واسمه السيد العجان وبين مالطي من ساكني الثغر، هو من رعايا الإنجليز ...
كان الوطني صاحب حمار ركبه المالطي وقتا طويلا متنقلا من مقهى إلى مقهى حتى انتهى به المطاف في نحو الساعة الثانية بعد الظهر في حانة قريبة من «قهوة القزاز» على بعد خطوات من مخفر اللبان بآخر شارع «السبع بنات»، وظهر منه أنه لا ينوي دفع أجرة ركوبه، فلما طالبه صاحب الحمار، لم يدفع له إلا قرشا واحدا، فاختلفا على الأجر، واستل المالطي سكينا وطعن به صاحب الحمار عدة طعنات فأرداه قتيلا ...
وخف رفاق القتيل ليمسكوا بالقاتل، ولكنه هرب إلى بيت قريب، وسرعان ما رأى الوطنيون الذين تجمعوا عقب الحادث، طلقات الرصاص تتهاوى عليهم من بعض النوافذ والأبواب القريبة، فسقط بعضهم بين قتيل وجريح، واجتمع الوطنيون للانتقام، فأخذوا ما اتفق لهم من العصي والحجارة والكراسي وانهالو على كل ما يصادفهم من الأجانب ضربا لا يخشون أي عاقبة ...
واستمرت المعركة حتى الساعة الخامسة مساء، وكان الوطنيون يستنفرون إخوانهم للقتال صائحين: «جاي يا مسلمين! جاي! بيقتلوا إخواننا.»
1
ونهبت بعض الدكاكين، وامتدت الفتنة إلى الشارع الإبراهيمي وإلى شارع الهماميل وشارع المحمودية وإلى جهة الجمرك والمنشية وشارع الضبطية،
2
Page inconnue