Ahmad Orabi, le leader calomnié
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Genres
1
بما تعلم.»
أما عن بعثة علي نظامي فإن عرابي لم يكن له بها صلة لولا ما كان من لقائه أحمد راتب باشا على الصورة التي ذكرناها، وكانت بعثة نظامي هذه هي الوفد العثماني الأول، وقد وصلت مصر في اليوم السادس من أكتوبر سنة 1881، وسميت بعثة درويش بعد ذلك بالوفد العثماني الثاني ...
نزل أعضاء الوفد الأول بقصر النزهة ضيوفا على الحكومة، واستقبلهم الخديو في اليوم التالي مرحبا بهم في قصر الإسماعيلية، وأبلغوه تحيات السلطان، وثناءه على ما يبذل الخديو من همة في تحسين أحوال البلاد، وأفهموه أن الغرض من مجيئهم هو تأييده وتثبيت حكمه في مصر ... وعبر الخديو أمامهم عن عظيم شكره للسلطان وولائه له، ورد لهم الزيارة في قصر النزهة ...
وزار علي نظامي باشا ديوان الحربية في مقرها بقصر النيل، وكانت مقر الآلاي الثاني، واستقبله البارودي بالحفاوة، وألقى نظامي باشا خطابا بالتركية على الضباط والجند حثهم فيه على طاعة الخديو، وترجمه لهم البارودي، وأجاب طلبه عصمت بقوله: «إن العساكر المصرية جموعا وأفرادا على قدم الطاعة والانقياد لولي أمرنا الخديو المعظم، يتلقون أوامره بالامتثال، ويقفون عند حد نواهيه، فإن كلا منا يعلم أن أول واجب على الجند هو إطاعة ولي الأمر والإذعان لما يأمر به، وما منا إلا محب للجناب الخديوي ميال بكليته إلى الامتثال لإشارته.»
وصافح نظامي باشا الضباط جميعا، وأثنى على ما يظهرون من ولاء وحسن نظام.
وزار نظامي باشا شيخ الجامع الأزهر ونقيب الأشراف وبعض كبار العلماء، فلقي منهم جميعا ثناء على الجيش، وشهدوا بحسن نياته وولائه للسلطان وللخديو، وكان زعيم الجند أحمد عرابي أثناء ذلك في رأس الوادي فلم يره نظامي.
ويبدو عجيبا أن نظامي لم يحاول أن يتصل بعرابي، ولعل مرد هذا إلى أن السلطان لم يكن يؤيد يومئذ الحركة الدستورية في مصر، فقد حارب عبد الحميد مثل هذه الحركة في بلاده، وذلك بتعطيل القانون الأساسي العثماني وإغلاق مجلس النواب وتشتيت أنصار الدستور والحرية ...
وكانت بعثة نظامي في الواقع مظاهرة سياسية، أراد بها الباب العالي أن يستعيد نفوذه ويثبت سلطانه في مصر، وقد قوبلت كما أسلفنا بمظاهرة سياسية مثلها من قبل الدولتين ...
أما خطوة عرابي الثانية نحو الصلة بالآستانة فتتلخص فيما جرى من مكاتبات بين بعض رجال السلطان وبين عرابي ...
Page inconnue