Les Rêves de mon père : Une histoire de race et d'héritage
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Genres
قلت لها: «ماذا فعلت بعينيك؟» «آه، هذه؟» هزت روبي رأسها وضحكت. قالت: إنها عدسات لاصقة يا باراك. إن الشركة التي أعمل فيها تصنع عدسات التجميل اللاصقة وهم يمنحونها لي بخصم. هل تعجبك؟» «كانت عيناك جميلتين في الأصل.»
قالت وهي تنظر لأسفل: «أرتديهما على سبيل التسلية فقط.» وتابعت: «ليس إلا للشعور بالاختلاف.»
وقفت عند هذا الحد دون أن أعرف ماذا أقول. وفي النهاية تذكرت هدية كايل وأعطيتها إياها. وقلت: «هذا لكايل.» وتابعت: «إنه كتاب عن الطائرات ... اعتقدت أنه سيحب قراءته.»
أومأت روبي برأسها ووضعت الكتاب داخل حقيبتها. وقالت: «هذا لطف منك يا باراك. إنني متأكدة من أنه سيحب قراءته بالفعل.» بعد ذلك وقفت على نحو مفاجئ وهندمت جونلتها. وقالت وهي تسرع تجاه الباب: «حسنا، من الأفضل أن أذهب الآن.»
فكرت في عيني روبي سائر اليوم واليوم الذي تلاه. وقلت لنفسي إنني لم أتصرف بصورة ملائمة معها، وجعلتها تشعر بالخجل من استخدام شيء يجعلها تعجب بنفسها في حياة لا تتيح سوى القليل من هذه الأشياء. أدركت أن جزءا مني توقع منها ومن القادة الآخرين أن يمتلكوا نوعا من المناعة ضد وابل الصور التي تغذي الشعور بعدم الثقة لدى كل مواطن أمريكي؛ مثل صور عارضات الأزياء النحيفات في مجلات الموضة، أو صور الرجال ذوي الفكوك المربعة في سياراتهم السريعة، تلك الصور التي كنت أنا شخصيا يمكن أن أتأثر بها وأسعى للحصول على الحماية منها. وعندما ذكرت هذا الموقف لصديقة لي من ذوي البشرة السوداء وصفت المسألة على نحو أكثر صراحة.
قالت صديقتي بسرعة: «ما الذي أدهشك؟» وتابعت: «هل أدهشك أن السود لا يزالون يكرهون أنفسهم؟»
أجبت عليها بالنفي وقلت لها إن ما شعرت به لم يكن دهشة. فمنذ اكتشافي الأول المخيف لكريمات تفتيح البشرة في مجلة «لايف» أصبحت معتادا على مجموعة من مفردات الوعي باللون داخل مجتمع السود، مثل: الشعر الجميل أو الشعر الرديء، والشفاه الغليظة أو الشفاه النحيفة، وإن كنت من ذوي البشرة البيضاء فأنت من السعداء، أما إن كنت من ذوي البشرة السوداء فتراجع للوراء. في الجامعة كانت ميول الموضة لدى السود وموضوعات الاعتداد بالنفس التي تدل عليها الموضة من الموضوعات المتكررة - إن لم تكن حساسة - في محادثات السود، خاصة بين الطالبات اللاتي كن يبتسمن بمرارة عند رؤيتهن أحد الطلبة السود وهو دوما يواعد الفتيات ذوات البشرة الفاتحة، كما كن يتعرضن بالنقد اللاذع لأي رجل أسود كان به من الحمق ما يكفي لأن يجعله يعلق على تسريحة شعر الفتيات السوداوات.
كنت في الغالب أصمت عند التطرق لمثل هذه الموضوعات، وكنت أقيم بيني وبين نفسي مدى تأثري بها. لكنني لاحظت أن هذه المحادثات نادرا ما كانت تدار بين مجموعة كبيرة من الطلاب، ولم تكن تطرح إطلاقا أمام أي من الطلاب البيض. أدركت بعد ذلك أنه في الجامعات التي فيها الطلبة البيض هم السواد الأعظم تكون مكانة معظم الطلاب السود ضئيلة للغاية ، وتضطرب فيها هوياتنا فنعجز عن الاعتراف لأنفسنا بأن فخرنا بلوننا الأسود لا يزال ناقصا. وحقيقة أننا يمكن أن نعترف للبيض باضطرابنا وبالشكوك التي تساورنا، وأن نضع ما في عقولنا تحت اختبار أولئك الذين تسببوا في هذا القدر الكبير من الأذى في المقام الأول، هذه الحقيقة في واقع الأمر مضحكة، وتعبر في ذاتها عن كراهية الذات حيث لا يوجد سبب يدعو لتوقع أن ينظر البيض إلى كفاحنا على أنه مرآة لما في أرواحهم، فضلا عن كونه دليلا أكبر على سلوكيات السود المتطرفة.
أعتقد أنه بعد ملاحظتي هذا الاختلاف بين ما نتحدث عنه سرا وما نتحدث عنه علنا تعلمت ألا أفرط في تصديق أولئك الذين يقولون إن اعتداد السود بأنفسهم هو علاج لجميع مشكلاتهم مثل تعاطي المواد المخدرة، أو الحمل في مرحلة المراهقة، أو جريمة يكون طرفاها من السود. عند وصولي إلى شيكاغو، كانت عبارة الاعتداد بالنفس تتوارد على شفاه الجميع؛ النشطاء السياسيين والاجتماعيين، وضيوف البرامج الحوارية التليفزيونية والإذاعية، والمعلمين، وعلماء الاجتماع. كانت هذه العبارة جامعة وبارعة في وصف آلامنا وأصبحت أيضا طريقة مقبولة للتحدث عن الأشياء التي كنا نحتفظ بها لأنفسنا. لكن كلما حاولت التأكيد على فكرة الاعتداد بالنفس هذه والخصائص المعينة التي كنا نأمل ترسيخها في الذهن والوسائل المعينة التي ربما كنا نشعر من خلالها بالرضا عن النفس، كانت المحادثات تسلك طريقا من التراجع يبدو وكأنه لا نهاية له. وكانت الأسئلة التي تطرح نفسها هي: هل تكره نفسك بسبب لونك أم لأنك لا تستطيع القراءة أو الحصول على وظيفة؟ أو ربما بسبب أنك لم تكن محبوبا في طفولتك لأن لون بشرتك كان شديد السواد؟ أو شديد البياض؟ أم لأن والدتك كانت تتعاطى الهيروين ... ترى لماذا كانت تتعاطى ذلك الشيء على أية حال؟ هل كنت تشعر بالحزن بسبب شعرك المجعد أم لأن الشقة التي تقطن فيها ليست دافئة أو مشتملة على أثاث جيد؟ أم لأنك كنت تتخيل في أعماقك أن الكون ليس له رب؟
ربما لم يستطع أحد تجنب هذه الأسئلة وهو يشق طريقه نحو الخلاص الشخصي، وما شككت فيه هو أن كل هذا الحديث عن الاعتداد بالنفس يمكن أن يكون لب سياسة فعالة للسود. يتطلب الاعتداد بالنفس من الناس الكثير من الاعتماد الصادق على أنفسهم، فمن دون هذا الصدق يتدهور الأمر بسهولة ليصبح مجرد نصيحة مبهمة. فكرت بيني وبين نفسي أن عدد السود الفقراء يمكن أن يتناقص عن طريق التحلي بالمزيد من الاعتداد بالنفس، غير أن الشكوك لم تساورني في أن الفقر لم يؤثر على اعتدادنا بأنفسنا. ورأيت أنه من الأفضل التركيز على الأشياء التي ربما نتفق عليها جميعا. هذا مثل تعليم رجل أسود بعض المهارات الملموسة ومنحه وظيفة. وتعليم طفل أسود كيفية القراءة والحساب في مدرسة ذات مستوى تعليمي متميز وآمنة. ورأيت أنه عند الاهتمام بالأساسيات يستطيع كل منا البحث عن معنى شعورنا بقيمة الذات.
Page inconnue