Les Rêves de mon père : Une histoire de race et d'héritage
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Genres
ردت شيرلي وقالت: «إننا سيدات في منتصف العمر نشعر بالملل يا باراك، إلى جانب أننا ليس لدينا أفضل من ذلك نفعله لنستغل به وقتنا. لكن ...» في هذه اللحظة، مدت شيرلي يدها ووضعتها على وركها النحيفة لتأخذ من جيبها سيجارة، ورفعت السيجارة إلى شفتيها - تماما كنجمة سينما - وأضافت: «أما إذا ظهر على الساحة فتى أحلامنا! فوقتها سنودع ألتجيلد ونرحب بمونت كارلو!»
لم أكن قد سمعت أي مزاح منهن مؤخرا، وكان كل ما أسمعه شكاوى. فقد شكون من أن مارتي لم يكن مهتما بألتجيلد. كما شكون من كونه متغطرسا ولم يكن يستمع إلى اقتراحاتهن.
في الغالب الأعم كن يشكون من بنك الوظائف الجديد الذي كنا قد أعلنا عنه ليلة الاجتماع الحاشد الذي صاحبه جلبة كبيرة. إلا أنه اتضح أنه بنك مفلس. فطبقا لتخطيط مارتي كان من المفترض أن تدير هذا البرنامج جامعة حكومية تقع خارج الضواحي، وقال إن هذا الاختيار يتعلق بالفاعلية حيث إن الجامعة مشتملة بالفعل على أجهزة كمبيوتر معدة للاستخدام. ولكن لسوء الحظ، بعد مرور شهرين من الميعاد المتفق عليه لبدء عمل البنك، لم يوفر البرنامج وظيفة لأحد. ويرجع ذلك إلى أن أجهزة الكمبيوتر لم تكن تعمل بصورة صحيحة؛ فإدخال البيانات كان يجري على نحو خاطئ، كان يجري إرسال الناس لإجراء مقابلات للحصول على وظائف لم تكن موجودة. كان مارتي غاضبا للغاية مما يحدث، وعلى الأقل مرة أسبوعيا كان عليه أن يذهب إلى الجامعة، وكان يسب ويلعن بألفاظ غير مسموعة وهو يحاول انتزاع إجابات من المسئولين الذين بدوا أكثر اهتماما ببرنامج التمويل للعام التالي. لكن السيدات اللاتي كن يقطن في ألتجيلد لم يكن مهتمات بإحباط مارتي. وكل ما كن يعرفنه هو أن 500 ألف دولار قد أنفقت بالفعل في مكان ما لكن لمصلحة ضاحية غير تلك التي يسكنها. ورأى ثلاثتهن أن بنك الوظائف دليل واضح على أن مارتي استغلهن من أجل تنفيذ برنامج عمل سري أبعد عنهن بطريقة أو بأخرى الوظائف التي وعدن بها ليحصل عليها البيض في الضواحي. «إن مارتي يبحث فقط عن مصلحته الخاصة»، هكذا قالت السيدات بتذمر.
بذلت كل ما في وسعي حتى أسوي هذا الخلاف، وكنت أنفي عن مارتي تهم العنصرية، مقترحا عليه أن يكون أكثر دبلوماسية في التعامل معهن. لكنه أخبرني أنني كنت أضيع وقتي. فوفقا لكلامه، كان السبب الوحيد لغضب أنجيلا والقادة الآخرين في المدينة هو رفضه تعيينهم في إدارة البرنامج. وقال: «هذا هو سبب فشل ما يطلق عليه المؤسسات المجتمعية هنا. حيث يبدءون بأخذ أموال الحكومة وتعيين عدد كبير من الموظفين الذين لا يفعلون أي شيء. وسرعان ما تدار هذه المؤسسات على أساس المحسوبية لخدمة الزبائن وتلبية رغباتهم. ليس القادة. بل الزبائن.» نطق الرجل هذه الكلمات بازدراء شديد، كما لو كانت كلمات بذيئة. وأضاف: «يا إلهي، إنني أشعر باشمئزاز بمجرد تفكيري في الأمر.»
بعد ذلك استطرد مارتي قائلا لي بعدما رأى نظرة القلق لا تزال بادية على وجهي: «انظر يا باراك، إذا كنت ستؤدي هذا العمل فإن عليك أن تتوقف عن القلق بشأن ما إذا كان الناس يحبونك أم لا. فإنهم لن يفعلوا.»
رأى مارتي أن المحسوبية والسياسة وجرح المشاعر والشكوى من العنصرية أشياء تنتمي لفئة واحدة، وأنها تشتت انتباهه عن هدفه الأكبر وتفسد قضية سامية. وحتى هذا الحين كان ما زال يحاول الحصول على إدخال اتحاد النقابات في المسألة مقتنعا بأن أفراده سيسدون النقص في صفوفنا، ويصلون بسفينتنا إلى بر الأمان. وفي يوم من أواخر شهر سبتمبر طلب مارتي مني ومن أنجيلا الذهاب معه في اجتماع مع مسئولي الاتحاد من شركة «إل تي في ستيل» لإنتاج الصلب، التي كانت واحدة من شركات إنتاج الصلب القلائل الباقية في المدينة. وقد استغرق الأمر من مارتي ما يزيد عن شهر للإعداد لهذا الاجتماع، وكان يفيض بالحيوية في هذا اليوم، وسريعا في تحدثه عن الشركة والاتحاد والمراحل الجديدة في الحملة التنظيمية.
في نهاية الأمر دخل القاعة رئيس الفرع المحلي للاتحاد - وكان شابا وسيما أيرلنديا انتخب حديثا بعد أن وعد بالإصلاح - ومعه رجلان ضخما الجثة من ذوي البشرة السوداء؛ هما أمين صندوق الاتحاد ونائب الرئيس. وبعد تعارفنا جلسنا كلنا، وتحدث مارتي عما يسعى إلى تحقيقه محاولا إقناع الحضور. وقال إن الشركة تتأهب للخروج من سوق إنتاج الصلب، وإن اتفاقيات رفع الأجور لن تؤدي إلا إلى زيادة أمد المعاناة. وإذا كان الاتحاد يريد استمرار الوظائف فإن عليه اتخاذ إجراءات جريئة وجديدة. من هذه الإجراءات الاجتماع بمسئولي الكنائس، ورسم خطة للحوافز المادية التي سيحصل عليها العاملون الذين استغني عنهم. والتفاوض مع مجلس المدينة للحصول على امتيازات خلال هذه الفترة الانتقالية فيما يخص المرافق ومعدلات الضريبة. هذا إلى جانب الضغط على البنوك لتقديم القروض التي يمكن استخدامها للاستثمار في التكنولوجيا الجديدة الضرورية لإعادة المصنع إلى المنافسة مرة أخرى.
في أثناء حديثه المنفرد الطويل تململ مسئولو الاتحاد في مقاعدهم. وأخيرا وقف الرئيس وأخبر مارتي أن أفكاره تستحق دراسة أكثر استفاضة، لكن الاتحاد في هذا الحين عليه أن يركز على اتخاذ قرار فوري بخصوص عرض الإدارة. وبعد ذلك - في موقف السيارات - جاءني مارتي وهو يهز رأسه وكانت تعلو وجهه نظرة تدل على الاندهاش.
قال: «إنهم ليسوا مهتمين.» وتابع: «لا حياة لمن تنادي.»
شعرت بالأسف لما حدث لمارتي. وشعرت بأسف أكبر لأنجيلا. فهي لم تنطق بكلمة واحدة أثناء الاجتماع، لكن عندما تحركت بالسيارة من موقف سيارات الاتحاد لتوصيلها إلى منزلها استدارت نحوي وقالت: «لم أفهم كلمة واحدة مما قاله مارتي.»
Page inconnue