Les Rêves de mon père : Une histoire de race et d'héritage
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Genres
طوت جدتي الورقة بعناية ووضعتها في أحد أدراج المطبخ. وظلت هي وجدي صامتين بالطريقة نفسها التي أتخيل أنها رد فعل من يخبره الطبيب أنه يعاني مرضا عضالا ولكن يمكن علاجه. ولدقيقة خيم علينا الصمت في الغرفة ، ووقفنا متسمرين غارقين في أفكارنا.
وفي النهاية قالت جدتي: «حسنا، أظن أنه من الأفضل أن نبدأ في البحث عن مكان يمكنه الإقامة فيه.»
خلع جدي نظارته ومسح عينيه.
وقال: «لا بد أنه سيكون رأس سنة زاخرا بالأحداث.» •••
في أثناء فترة الغداء شرحت لمجموعة من الصبية أن والدي أمير. «جدي هو الزعيم؛ أي رئيس القبيلة. مثل الهنود كما تعرفون. وهذا يجعل أبي أميرا. وهو سيتولى الحكم عندما يموت جدي.»
وسألني أحد أصدقائي ونحن نفرغ أطباقنا في سلة المهملات: «وماذا بعد ذلك؟» وتابع: «أعني، هل ستعود إلى هناك وتصبح أميرا؟» «حسنا ... يمكنني إذا أردت هذا. إنها مسألة معقدة نوعا ما لأن القبيلة مليئة بالمحاربين. مثل أوباما ... الذي يعني «الحربة المحترقة». فكل رجل في قبيلتنا يريد أن يصبح هو الزعيم؛ لذا فعلى أبي أن ينهي هذه العداءات قبل أن أذهب.»
عندما خرجت هذه الكلمات من بين شفتي وشعرت بسلوك الأطفال يتغير تجاهي وأصبحوا أكثر فضولا وألفة معي ونحن يصطدم بعضنا ببعض في الصف عائدين إلى الفصل، بدأ جزء مني يصدق هذه القصة. لكن جزءا آخر مني كان يعرف أن ما أقوله مجرد كذبة؛ شيء اختلقته من فتات المعلومات التي عرفتها من أمي. وبعد أسبوع من لقاء أبي بلحمه ودمه رأيت أني أفضل صورته البعيدة، تلك الصورة التي كان بإمكاني تغييرها كما أشاء، أو أتجاهلها عندما يكون ذلك مناسبا. وإذا لم يكن أبي قد خيب أملي بالضبط فقد ظل شيئا لا أعرفه، شيئا مؤقتا، ومخيفا بصورة غامضة.
أحست أمي بخوفي في الأيام المتبقية على وصوله، وأظن أنها كانت تعكس خوفها؛ ولهذا كان من بين مجهوداتها لإعداد الشقة - التي أجرناها من الباطن له - محاولتها أن تطمئنني أن اللقاء العائلي سيمر بسلام. وقالت إنها كانت تراسله طوال الفترة التي قضيناها في إندونيسيا وإنه يعرف كل شيء عني. وكان أبي، على غرار أمي، قد تزوج مرة أخرى وأصبح لدي خمسة إخوة وأخت يعيشون في كينيا. وقد تعرض لحادث سيارة شديد، وكانت تلك الرحلة جزءا من فترة النقاهة بعد أن مكث في المستشفى وقتا طويلا.
وقالت: «ستصبحان صديقين رائعين.»
وإلى جانب إخباري بأشياء عن أبي بدأت أمي تحشوني بمعلومات عن كينيا وتاريخها، وقد اختلست اسم «الحربة المحترقة» من كتاب عن جومو كينياتا أول رئيس لكينيا. ولكن لم ينجح شيء مما أخبرتني به أمي في التخفيف من شكوكي، ولم أحتفظ إلا بالقليل من المعلومات التي أخبرتني بها. ولم تنجح في إثارة اهتمامي حقا سوى مرة واحدة عندما أخبرتني أن قبيلة أبي «لوو» شعب نيلي هاجر إلى كينيا من موطنه الأصلي على ضفاف أطول أنهار العالم. بدا هذا واعدا. وكان جدي لا يزال يحتفظ برسم رسمه ذات مرة هو صورة طبق الأصل للوحة فنية أصلية لمصريين نحفاء باللون البرونزي يركبون مركبة ذهبية تجرها جياد مرمرية. وكانت لدي فكرة عن مصر القديمة، والممالك العظيمة التي قرأت عنها، والأهرامات، والفراعنة، ونفرتيتي، وكليوباترا.
Page inconnue