باب في الإِيمان
مسلم (١)، عن يَحيىَ بن يَعمَرَ قال: كان أوَّل من قال في القَدَرِ (٢) بالبَصرِة مَغبَد الجُهنَي، فانطلقت أنا وحُميد بن عبد الرحمن الحِمْيَرِي حَاجَّين أو مُعتمِرين فقلنا: لو لقينا أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ فسألنَاه عمَّا يقُولُ هؤلاءِ في القَدر. فَوُفَق لنا (٣) عبد الله بن عمر بن الخطاب داخِلًا المسجد. فاكتنفتُه أنا وصاحبي (٤). أحدُنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننتُ أن صاحبي سَيَكلُ الكلامَ إليَّ. فقلتُ: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قِبَلَنا ناسٌ يقرؤن القرآن ويتقفرون العلمَ (٥). وذكر من شأنِهم (٦). وأنَّهم يزعُمُون ألاَّ قَدَرَ، وأنَّ الأمرَ أُنُفٌ (٧).
فقال: إذا لقيتَ أولئكَ فأخبرهُم أنِّي بريء منهما، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر، لو أن لِأحدِهم مثل أُحُدٍ ذهبًا فأنفقهُ (٨)، ما قَبِلَ الله منه حتى يُؤمن بالَقدر.