82

Ahkam al-Zawaj

أحكام الزواج

Année de publication

1408 AH

الحديث؛ فإن النبي ﷺ لم يذكر هذا المثل إلا ليبين أن الإنسان إذا شابه الكلب كان مذموماً، وإن لم يكن الكلب مذموماً في ذلك من جهة التكليف؛ ولهذا ليس لنا مثل السوء. والله سبحانه قد بين بقوله: ﴿ساء مثلاً﴾ أن التمثيل بالكلب مثل سوء. والمؤمن منزه عن مثل السوء. فإذا كان له مثل سوء من الكلب كان مذموماً بقدر ذلك المثل السوء.

الوجه الخامس: أن النبي ﷺ قال:

((إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب)) (١٠٦).

وقال:

((إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطاناً)) (١٠٧).

فدل ذلك على أن أصواتها مقارنة للشياطين، وأنها منفرة للملائكة. ومعلوم أن المشابه للشيء لا بد أن يتناوله من أحكامه بقدر المشابهة، فإذا نبح نباحها كان في ذلك من مقارنة الشياطين وتنفير الملائكة بحسبه. وما يستدعي الشياطين، وينفر الملائكة، لا يباح إلا لضرورة؛ ولهذا لم يبح اقتناء الكلب إلا لضرورة؛ لجلب منفعة، كالصيد، أو دفع مضرة عن الماشية والحرث، حتى قال ﷺ:

(١٠٦) أخرجه البخاري في صحيحه، الباب ٧، ١٧ من بدء الخلق، والباب ١٢ من كتاب المغازي، والباب ٨٨، ٩٤ من كتاب اللباس. ومسلم في صحيحه. الحديث ٨١، ٨٢، ٨٣، ٨٤ من كتاب اللباس. وأبو داود في سننه، الباب ٨٩ من كتاب الطهارة، والباب ٤٥ من كتاب اللباس. والترمذي في سننه، الباب ٤٤ من كتاب الأدب. والنسائي في سننه، الباب ١٦٧ من كتاب الطهارة، والباب ١١، ٩ من كتاب الصيد، والباب ١١٠ من الزينة. وابن ماجة في سننه، الباب ٤٤ من كتاب اللباس. والدارمي في سننه، الباب ٣٤ من كتاب الاستئذان، وأحمد في المسند ١/٨٠، ٨٣، ١٠٤، ١٠٧، ١٣٩، ١٤٨، ١٥٠، ٢/٣٩٠، ٤/٢٨، ٢٩، ٣٠، ٥/٢٠٣، ٣٥٣، ٦/١٤٣، ٣٣٠.

(١٠٧) أخرجه البخاري في صحيحه، الباب ١٥ من بدء الخلق. وأبو داود في سننه، الباب ١٠٦ من كتاب الأدب. والترمذي في سننه، الباب ٥٦ من كتاب الدعوات. وأحمد بن حنبل في المسند ٢/٣٠٦.

81