Les Contes du village : Histoires et Souvenirs
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Genres
وانقطع خيط حلمها كما تقدم عندما أيقظها أخوها زخيا.
فشبك زخيا يده بيد أخته وقال لها: لا نتيجة لنا هنا يا أختي، لم يبق قدامنا إلا رومية إذا أردت، الحقائق لا تصح فكيف الأحلام؟!
فصاحت مارينا: رومية! إذا كان مع أبناء العرب مثلي لم أسلك، فكيف مع الطليان. يا الله، يا الله.
ثم سارت مع أخيها تولول قاذفة الدعوات الخيرية، ولما صارت بين يدي بيوت غادير وحارة صخر أسكتها أخوها زخيا.
6
رجعت إلى جبيل مع أخيها فرأت كاهنا تعهده يعبر الرؤى، فتذكرت حلمها المزعج وقصته عليه، فسمعه المحترم بكل إصغاء، ولما انتهت ألقى عليها أسئلة كثيرة يسألها غالبا معبرو الأحلام. وبعد تفكير هنيهة خالتها مارينا دهرا غرز الخوري يوسف الزناتي أصابعه في لحيته طويلا، فلاحت ثناياه من بين شفتيه المقلصتين، ثم انتزعها وتنهد كمن أثقل صدره وضيق نفسه هم ثقيل وقال: أما الشيخ الكبير يا بنتي فهو النبي أشعيا يهددنا بالويل كما تهدد ملوك وأحبار بني إسرائيل. وأما الكلام الذي سمعته فأظنه هذا: (ويل للذين يشترعون شرائع الظلم، والذين يكتبون كتابة الجور ليحرفوا حكم المساكين ويسلبوا حق بائسي شعبي، لتكون الأرامل مغنما لهم وينهبوا اليتامى).
فصاحت مارينا وقد تذكرت تلك الكلمات. - نعم نعم، أنت نبي يا محترم، والنتيجة؟
فرد الكاهن هازئا آسفا: النتيجة، النتيجة، النتيجة يا بنتي عيب علينا. صلي للعذراء مريم واشركي نيتك مع نية الكنيسة. قدامنا احتلال روماني، والطوفان قريب، الله ينجينا.
وانصرف الكاهن. وخابت مارينا في حلمها خيبتها في يقظتها، ثم تغلغلت بسوق جبيل.
ركبوه العجل
Page inconnue