Les Contes du village : Histoires et Souvenirs
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Genres
فاستاء توم وحلف للشدياق أنه رآها وسمعها، وكان نوى أن يحضر معه واحدة منها ولكنه جاء على عجل. ثم خبره عن الأوتوموبيل والبالون فاستولت على الشدياق الدهشة وأصابه شيء كالذهول. وفتش عن منفذ فوجده فقال: ربما أنها صحيحة وإلا فكيف صعد مار إلياس إلى السما في مركبته النارية.
وطاب للسامرين أن يتحدثوا عن الآلة المسماة بالفونوغراف والشدياق يسمع ولا يجادل، وعيون الناس شاخصة إليه، وظلوا مستغربين سكوته العميق حتى رأوه يحل حبوته ويتمدد ويصيح: ضعف الضو يا مرتا؟
ورأى الناس المصباح يزهر كما كان، ولكن مرتا رفعت الفتيلة ففاض النور، وبعد هنيهة صاح الشدياق: مرتا، الضو ضعيف يا جدي، مخطي السراج، صبي الزيت.
وجاء دور النقل وأخذ الجمهور يتلهى بأكل التين المطبع والزبيب واللوز والجوز. كانوا يلغون ويلغطون، والشدياق مشغول عنهم في انحلال جسده، فهو يموت عضوا فعضوا. وكان المستر توم يفيض في التحدث عن عجائب أمريكا والناس يصغون إليه مرتخية أفواههم.
وفي تلك الفترة قال الشدياق بصوت كأنه خارج من قعر بئر: أين الخوري؟
فاقترب منه الكاهن فقال له: أتت الساعة، صلوا جميعا لأجلي، صلوا يا إخوتي، اغفروا لي من أجل المسيح. حلني يا محترم.
فوقف الخوري على سلاحه منتظرا اللحظة الملائمة. واستحال البيت كنيسة، ركع الجميع يصلون ويرتلون طلبة المنازعين ليعاونوا الشدياق على رحيله من هذه الدنيا، وبصوت يكاد لا يسمع رتل الشدياق وعيناه مغمضتان، النشيد المريمي:
إن قلبي في هوى مريم
لم يزل مشغوفا مغرم
يرجو فرجا
Page inconnue