Les Contes du village : Histoires et Souvenirs
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
Genres
يعز علينا أن نشكو، ولكن طفح الكيل، والوعاء الذي لا يمتلئ يكون معيوبا. اذبحوا (للابن الشاطر) ألف عجل مسمن، ولكن لا تبخلوا علينا بشاة بشارية نعلق في جيدها جلجلا.
فمتى هذا الوعد، ومن ينتظر سنوات غير الذي يحلم بالوزارة.
في حزيران 1951 قيل لي: في آخر تموز تتصل بالعالم تلفونيا فشكرت وخرجت.
وما انقضى تموز حتى راجعت، فأجبت في آخر آب. وذكرت في أوائل أيلول فما نفعت الذكرى، وصح بتلك المواعد قول النابغة: تمر بها رياح الصيف دوني.
ولكن الغريق يتعلق بحبال الهوا. فراجعت أيضا فقيل لي: في آخر شباط ينتهي كل شيء. ولكن شباط شبط ولبط، وآذار شخر وهدر، ثم هب هواء نيسان السخن وما تفتح في أرضنا برعم من براعم التلفون، وها قد مرت أربع سنوات ولا رجاء ولا حياة. ألسنا كلنا أبناء دولة واحدة؟ أما لنا ما للعاصمة والملحقات؟ إننا راضون أن يكون لنا من الجمل شعرات من ذنبه، لا من أذنه كما يقولون.
أنشكو نزوح أهالي القرى إلى العاصمة ثم لا نعمل للقرية شيئا؟
أرى مثل الحكومة معنا كمثل أب يلبس زوجته وبنته الكبرى أحدث الثياب وأغلاها، وأنفس الحلي وأبدعها؛ للصباح حلي وثياب، وللعصر حلي وثياب، وللمساء حلي وثياب. أما أولاده وبناته الآخرون، فليس لهم فسطان شيت ولا طقم كاكي، عوراتهم مكشوفة يمشون بالزلط يا واو.
أمن العدل أن لا يتصل ابن القرية بطبيب حتى يدركه قبل أن يفطس؟ وهل من العدل أن نشقى ساعات مشيا على الأقدام لندعو الطبيب ونجلب الدواء؟
يقولون: إننا في عصر السرعة، ثم لا نشعر بالسرعة إلا في الوعود. فقبل أن نسأل نجاب: نعم نعم. ولكنها نعم بلا نعيم.
24 مليون ليرة وثلاثة أرباع المليون للتلفون الأوتوماتيكي، ونحن لا نرى ولو خازوقا في أراضينا، يعللنا بالآمال، أنعيش على أغاني الإذاعات، جينا عالضيعا جينا. ضيعتنا غامرها النور. يا ضيعا ما بنساك. غنوا للضيعة حتى تنام. بنجوها لتنسى أوجاعها وآلامها.
Page inconnue