Paroles de Mazini
أحاديث المازني
Genres
قال: «هذا شيخ يستريح. اسمع. (لي) أعطه يدك ليمتحن قوتها.»
فقلت: «لا يا بني. تعبت.»
وقال اللعين الواقف: «ماذا تصنع بكل هذه اللحية؟ أليس في بيتك مقص؟ أو مخرطة؟ أو منشار؟»
فخطر لي أن أمازحه - وليتني ما فعلت - فقلت: «لا فائدة. وما غناء المقص؟؟ إنه يتقصف إذا لامسها.. والمنشار ما حيلته في هذه الخيوط الحديدية؟؟ لا.. لا تطمع في محوها، فقد أعياني أمرها مذ جئت إلى هذه الدنيا. وقد كنت حين بدأت أتعلم المشي بعد الحبو أتعثر بها.»
فقهقه اللعين ثم مد يده إليها وتناول شعرات منها وفتلها كما يفتل الحبل وأنا صابر جامد لا أتحرك مخافة أن أرتد برأسي فتتزحزح عن موضعها أو تسقط في يده، وكنت أبتسم أيضا لأتألفه وأخجله عسى أن يكف عن لحيتي فأطمعه حلمي، فكف عن فتل الشعرات ، وتناول منها قبضة، فاضطربت وجذب هو، أو ارتددت أنا - لا أدري - فإذا هي في يده؟
وقلت بعد أن سكتت العاصفة: «ما قولكما الآن؟ ألم أخدعكما؟» وبدأت أقلد نفسي وأقول: «هل تستطيع يا بني أن تدلني على لاظ أوغلي؟ لقد قطع الدخان أنفاسي، فيحسن أن أستريح هنا برهة. احذر يا بني الدخان فإنك ترى ما صنع بي. والآن أعترف أني كنت بارعا.»
فقال اللعين: «بارع؟ أنت كنت بارعا؟ لقد عرفتك على بعد عشرة أمتار. يقول إنه كان بارعا؟ وأين المغفل الذي يمكن أن تخدعه هذه اللحية السخيفة؟. وعلى فكرة. ألا تنوي أن تخلف الشاربين والحاجبين؟ فانا أخاف أن يجتمع علينا الأطفال ويتدخل الشرطة وتسوء العاقبة بهما».
فنزعتهما، فما بقيت إليهما حاجة بعد زوال اللحية، ولكني لم أستطع أن أصدق أن يكون قد عرفني كما زعم بعد أن نكرني أهلي - وأخي على الخصوص. وقد أعياني أن أعرف الحقيقة، فسكت. وآليت بعد ذلك ألا أبرز للناس إلا في جلدي الذي خلقه الله لي ...
الفصل السابع عشر
بركة «الإمام» ...!
Page inconnue