وإنما نهتدي إلى وجودنا بثورة في أعماق هذا الوجود: نهتدي إليه بصدمة في عاطفة قوية، أو بيقظة من يقظات الضمير، أو بضربة من ضربات التجارب تفصلنا من المجتمع الذي نعيش فيه أو تتناول مكاننا منه بالتحويل والتبديل.
نهتدي إليه بمحنة تردنا إلى أغوار حياتنا وتطيل بحثنا في سراديبها وزواياها، وتضع أيدينا على ميزان شعورنا وتفكيرنا وخيالنا، فنعرف كم «نزن» في كل هذا وماذا نستطيع وماذا لا نستطيع، وماذا نقف عنده فلا نحاول الاستطاعة فيه.
ومتى أدركنا هذه الآونة وجب علينا أن «نعقد اختيارنا» ولا نتردد في مفترق الطريق بين نهجين حائرين إلى غير التقاء.
مؤسس هذا المذهب الدنمركي سورين كركجرد
Soren Kierkegard
ولد في سنة 1813 وتوفي في الثالثة والأربعين.
وحياته تفسر مذهبه أتم تفسير.
لأنه صدم الصدمة التي تضطر الإنسان إلى «الاختيار» وهو في مقتبل الشباب، أحب الفتاة ريجينا ألسن، وبادلته الحب في بادئ الأمر، ولكنها تركته واقترنت بغيره، وتبين له وهو في الثامنة عشرة أنه لم يخلق للصلة الجنسية المثمرة، فقرر المتجه الذي يتجه إليه عند مفترق الطريق.
وهذا الاختيار هو ما عناه في كتابه الباكر المسمى «إما. أو».
وفحواه: إما أن تجد نفسك أو تفقدها كل الفقدان.
Page inconnue