دار رأسي، تساءلت وأنا أداري رعبي: ماذا تعني يا عدو عباس؟ - شاهدا المسرحية بنفسكما. - أعماك الحقد. - بل الجريمة. - ما مجرم إلا أنت! - يجب القبض على قاتل تحية ... - إنك مجرم وخسيس، وعليك أن تذهب ...
فضحك ساخرا، وتساءل: كيف يقولون إن السجن تأديب وإصلاح؟
كبشت كبشة حمص، ورميته بها، فتراجع هازئا، ثم ذهب. ماذا كتب عباس؟ ماذا فعل؟ ابني لا يقتل ولا يخون؛ لا يخون أمه على الأقل، إنه ملاك.
تبادلت مع الرجل نظرة؛ يجب أن أخرج من وحدتي الأبدية. قلت: إنه يكذب. - ولم يكذب؟ - ما زال يحقد على ابني. - ولكن توجد مسرحية. - اذهب إلى عباس. - سأقابله حتما. - ولكنك لا تتحرك! - لا داعي للعجلة.
فحنقت عليه ... إنه مثل طارق لا يحب عباس. هتفت: يجب أن يعرف ما يدبر من وراء ظهره. - وإذا اعترف؟ - ستجد التفسير لكل شيء. - لا أدري. - القاتل الحقيقي لا يفضح نفسه. - لا أدري. - تحرك. - سأذهب طبعا. - أو أذهب أنا. - ليس عندك ملابس لائقة. - إذن فعليك أن تذهب أنت. - الوغد يكذب. - يجب أن تسمع بأذنك.
ولكنه تراجع قائلا: كره حياتنا ... كان مثاليا كأنه ابن حرام ... ولكنه لا يغدر بنا ... ثم لماذا يقتل تحية؟ - إنك تستجوبني أنا! - إني أفكر. - لقد صدقت ما قال الوغد. - وأنت أيضا تصدقينه.
كدت أبكي، ولكنني أطبقت على شفتي، وقلت: يجب أن نسمعه. - الحق أنني لا أصدق. - إنك تهذي! - اللعنة! - اللعنة حلت يوم ارتبطت بك. - ويوم ارتبطت بك.
فقلت بتحد: كنت جميلة ... إنه سوء الحظ. - كان أبوك ساعي بريد، أما أبي فكان موظفا في دائرة الشمشرجي. - ذلك يعني أنه كان خادما. - أنا من أسرة ... - وأمك؟ - مثلك تماما! - مخرف ... ولكنك لا تريد أن تذهب. - سأذهب عندما يروق لي.
ثم غير نبرته قائلا: العصر أنسب وقت لوجوده في بيته.
سكت منادية الصبر المر؛ الشك يقتلني من جذوري! ماذا يقال عن أشرف الناس؟ الوردة النابتة في خرابة، في بلد اللصوص والضحايا! ابتاع لي قماشا لثوب يصلح للخروج، ولكني تقاعدت عن تفصيله؛ سأشرع من فوري في تفصيله وحياكته. يعيرني بأصلي ابن العاهرة، أما عباس فلا يمكن أن يخون أمه. احتقر كل شيء إلا حبي؛ الحب أقوى من الشر نفسه. •••
Page inconnue