اندفعت نحو حجرتها، وهي تقول: إنك أحقر من حشرة!
فقلت مقهقها: إلا حشرة واحدة. •••
ها هي راجعة من مشوار جديد. فلتزدادي عذابا وجنونا. لبثت واقفة في المقلى، وراحت تقول: فؤاد شلبي مطمئن تماما. - قابلته؟ - في مقهى الفن. - من أين له أن يعلم؟ - قال إنها نزوة مؤلف، وأنه سيظهر في الوقت المناسب وبيده مسرحية جديدة. - لا بد من كلمة لتهدئة امرأة مجنونة مخرفة.
جرت كرسيها إلى أقصى المقلى، وجلست، ومضت تحدث نفسها: لو أراد الله لوهبني حظا أسعد، ولكنه رمى بي إلى رجل سافل مدمن.
فقلت بسخرية: هذا جزاء من يتزوج من عاهرة. - الله يرحم أمك. عندما يرجع عباس سأذهب معه. - إذن فليرجع عباس رحمة بي. - من يتصور أنك أبوه؟ - ما دام قد قتل زوجته، وزج بوالديه في السجن، فهو ابني، وإني لفخور به. - إنه ملاك، وهو من صنع يدي أنا.
تمنيت أن تكلم نفسها حتى تجن. وتذكرت صفعة المخبر على قفاي، واللكمة التي أسالت الدم من أنفي؛ الكبسة مثل زلزال مدمر. حتى سرحان الهلالي شد جفناه من الذعر. ومصادرة المال المخزون الذي بعنا أنفسنا حبا فيه؛ يا لها من قشعريرة! •••
أي شيطان يرقص في الصالة؟!
غادرت الحجرة، فرأيت طارق وعباس وهما يتضاربان. حليمة تصرخ. اجتاحني الغيظ؛ صرخت: ما هذا العبث؟
صاح طارق: مسرحية هزلية، المحروس سيتزوج من تحية.
بدا لي الأمر سخيفا، ومهددا بإطفاء نشوة المخدر المتصاعدة. صاحت حليمة: أي جنون! ... إنها أكبر منك بعشرة أعوام!
Page inconnue