Lumières sur la Sunna Mohammedienne

Mahmoud Abou Rayya d. 1390 AH
118

Lumières sur la Sunna Mohammedienne

أضواء على السنة المحمدية

Genres

وإما لرفع الجهالة عن نفسه . ومنهم من يكذب فيدعى سماع ما لم يسمع ولقاء من لم يلق ويحدث بأحاديثهم الصحيحة عنهم ، ومنهم من يعمد إلى كلام الصحابة وغيرهم وحكم العرب والحكماء فينسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم . هذا ، وإن لوضع الحديث والكذب على رسول الله أسبابا كثيرة غير التى تكلم عنها النووي من قبل بينها العلماء نأتى هنا على أهمها (1) . أحدها - وهو أهمها ما وضعه الزنادقة اللابسون لباس الاسلام غشا ونفاقا وقصدهم بذلك إفساد الدين وإيقاع الخلاف والافتراق في المسلمين - قال حماد بن زيد : وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث ، وهذا بحسب ما وصل إليه علمه واختباره في كشف كذبها ، وإلا فقد نقل المحدثون أن زنديقا واحدا وضع هذا المقدار قالوا : لما أخذ ابن أبى العوجاء ليضرب عنقه قال : " وضعت فيكم أربعة آلاف حديث ، أحرم فيها الحلال وأحل الحرام " . ثانيها - الوضع لنصرة المذاهب في أصول الدين وفروعه : فإن المسلمين لما تفرقوا شيعا ومذاهب جعل كل فريق يستفرغ ما في وسعه لاثبات مذهبه لا سيما بعد ما فتح عليهم باب المجادلة والمناظرة في المذاهب ، ولم يكن المقصود من ذلك إلا إفحام مناظره والظهور عليه حتى إنهم جعلوا " الخلاف " علما صنفوا فيه المصنفات مع أن دينهم ما عادى شيئا كما عادى الخلاف . وهذا السبب يشبه أن يكون أثرا من آثار السبب الذى قبله - وقد استشهد لهذا بعض المحدثين الذين كتبوا في أسباب الوضع بقوله : تاب رجل من المبتدعة فجعل يقول : انظروا عمن تأخذون هذا الحديث ، فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا . وليس الوضع لنصرة المذاهب محصورا في المبتدعة وأهل المذاهب في الاصول ، بل إن من أهل السنة المختلفين في الفروع من وضع أحاديث كثيرة لنصرة مذهبه أو تعظيم إمامه . . . وإليك حديثا واحدا وهو " يكون في أمتى رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتى من إبليس ، ويكون في أمتى رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتى " ، قالوا : وفي إسناده وضاعان أحدهما مأمون بن أحمد السلمى والآخر أحمد بن عبد الله الخونبارى . وقد رواه الخطيب عن أبى هريرة مرفوعا ، واقتصر على ما ذكره في

---

(1) راجع المجلد الثالث من مجلة المنار . (*)

--- [ 122 ]

Page 121