Lumières sur la Sunna Mohammedienne

Mahmoud Abou Rayya d. 1390 AH
115

Lumières sur la Sunna Mohammedienne

أضواء على السنة المحمدية

Genres

الوضع في الحديث وأسبابه كان من آثار تأخير تدوين الحديث وربط ألفاظه بالكتابة - إلى ما بعد المائة الاولى من الهجرة وصدر كبير من المائة الثانية - أن اتسعت أبواب الرواية ، وفاضت أنهار الوضع ، بغير ما ضابط ولا قيد ، حتى لقد بلغ ما روى من الاحاديث الموضوعة عشرات الالوف ، لا يزال أكثرها منبثا بين تضاعيف الكتب المنتشرة بين المسلمين في مشارق الارض ومغاربها . نشأة الاختراع في الرواية والوضع على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد أجمع الباحثون والعلماء المحققون - على أن نشأة الاختراع في الرواية ووضع الحديث على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنما كان في أواخر عهد عثمان وبعد الفتنة التى أودت بحياته ، ثم اشتد الاختراع واستفاض بعد مبايعة على رضى الله عنه فإنه ما كاد المسلمون يبايعونه بيعة صحيحة حتى ذر قرن الشيطان الاموى ليغتصب الخلافة من صاحبها ، ويجعلها حكما أمويا ! وقد كان واأسفاه ! وإليك كلمة صادقة دقيقة كتبها الاستاذ الامام محمد عبده رحمه الله في " مقدمات " رسالة التوحيد بعد أن تكلم عن الفتنة الكبرى التى " هوى بها ركن عظيم من هيكل الخلافة ، واصطدم الاسلام وأهله صدمة زحزحتهم عن الطريق التى إستقاموا عليها وبقى القرآن قائما على صراطه " . قال رضى الله عنه : " توالت الاحداث بعد ذلك ونقض بعض المبايعين للخليفة الرابع (1) ما عقدوا ، وكانت حروب بين المسلمين انتهى فيها أمر السلطان إلى الامويين ! غير أن بناء

---

(1) أول من نقض البيعة : طلحة والزبير وأعانهما على ذلك أم المؤمنين عائشة لما كان بينها وبين على رضى الله عنه من حقد وموجدة ، وطلحة والزبير من العشرة الذين قالوا إن النبي صلوات الله عليه بشرهم بالجنة . (*)

--- [ 119 ]

Page 118