Lumières sur les deux Sahih
أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي
Genres
--- ... الصفحة 84 ... ---
وكان البخاري خلافا لاكثر متكلمي عصره يقول بان لفظ القرآن مخلوق، ولماورد مدينة نيسابور افتى الذهلي الذي تقلد منصب الافتا والامامة بنيسابور قائلا: ومن ذهب بعد مجلسنا هذا الى محمد بن اسماعيل البخاري فاتهموه فانه لا يحضرمجلسه الا من كان على مثل مذهبه(1).
وكان البخاري في نظر الذهلي واكثر علماء نيسابور في ذلك العصر مطروداومضلا منحرفا في العقيدة، ووصل الانزجار والنفور منه الى حد لم يمكنه البقا في نيسابور فرحل عنها، وقال بعض:
انهم ابعدوه عن نيسابور، وتفرق عنه كل تلامذته واصحابه عدا مسلم واحمد بن مسلمة وفروا منه كفرارهم من النار كيلا يمسهم لهيب الانزجار العام وغضب الناس كما اصاب البخاري.
ذكر اصحاب التراجم هذه القصة على انها من اسوا المصائب والالام التي حلت بالبخاري.
ويمكن ان نستنتج من هذه الواقعة التاريخية، ان صحيح البخاري وكذلك صحيح صاحبه الاوحد مسلم بن حجاج النيسابوري قد وقعا معرض النقد والابرام والذم مالا يوصف من قبل العلما والحفاظ مثل الذهلي وان هذين الكتابين اللذين عرفا واشتهرا اليوم باسم الصحيحين ويعدان مرجعا للتعاليم الدينية عند اهل السنة، قدكان مؤلفاهما --- ... الصفحة 85 ... ---
Page 84