--- ... الصفحة 27 ... ---
تمهيد
لما رايت مدى مقام صحيح البخاري واهميته عند اهل السنة جذبني الشوق والولع في ان اراجع هذا الكتاب مراجعة دقيقة ومعمقة، ولشدة ما كنت اشعر به من العلاقة والشوق في هذا الموضوع اتممت مراجعة الصحيح في فترة قصيرة، (وكان ذلك عام 1388 ه)، فاخترت من بين احاديثه خمسين حديثا في اربعة وثلاثين مسالة مختلفة ومشوقة، واستنسختها على شكل مذكرات.
ومن ثم اصبح هذا العمل البسيط نافذة على برمجة مطالعاتي المستقبلية ووضع اللبنة الاولى في تاليف هذا الكتاب، وهكذا اثمرت بالنتيجة هذا الكتاب.
ومن خلال هذه المراجعة الاولية وقعت حادثة غريبة وممتعة غيرت مساراطروحتي الفكرية من اسفل الى فوق وصيرت هذه المذكرات التي لم تتجاوز عدة وريقات دراسة متكاملة حتى صارت اضعافا مضاعفة.
ففي شهر رجب من تلك السنة اي 1388 ه. حلت العطلة الصيفية فرحلت الى موطني آذربيجان الايرانية، فهناك حالفني حظ كبير وموهبة كبيرة ونلت فخرا عظيماونعمة موفورة، اذ تشرفت بلقا العلامة المجاهد والمجتهد الاعظم الحجة المرحوم الشيخ الاميني صاحب كتاب الغدير تغمده الله برحمته حيث كان يعاني من الالم في رجله فقدم الى تلك البلاد ليغتنم جوها ومياهها، فخدمته ما يقارب عشرين يوما وذلك لانه سكن داري.
وان كان عشرون يوما بالنسبة الى عمر الانسان شيئا قليلا الا ان هذه الايام --- ... الصفحة 28 ... ---
Page 27