Lumières sur les deux Sahih
أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي
Genres
--- ... الصفحة 203 ... ---
1 قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)(1).
هذه الاية توضح مدى علاقة النبي (ص)، وعطفه وحنانه على المسلمين، وتؤكدايضا ان هذه العلاقة وهذا العطف كان تثقل على قلبه ثقلا كبيرا لما كان المسلمون يعانون من المصاعب.
2 قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم)(2).
تحكي هذه الاية عن اخلاق النبي الحميدة، وطبعه الحسن، ولين عريكته، ومداراته الرفيعة ، التي هي صورة مصغرة لرحمة رب العالمين، وكلمة (لو) التي وردت في الجملة الثانية من الاية (ولو كنت فظا) تبين ان الخشونة والشدة بعيدة عنه، لان كلمة لوتستعمل غالبا في الامور التي يستحيل وقوعها وتنفي ما بعدها.
3 قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت الن بي الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين انيه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستانسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق)(3).
وهذه ايضا كاشفة عن خصلة اخرى من خصال النبي (ص) وتبين خصلة الحياعند النبي، حيث كان يستحي من اصحابه، وان بعض اصحابه كان يدخل بيت النبي (ص) من دون اذنه، وكان يحب مجالسته قبل الطعام وبعده، والنبي (ص) يحتمل ذلك ويصبر على هذه المشقة من عامة اصحابه معه، فكان يتاذى منها ولم يخبرهم بذلك، حتى لا يجرح عواطفهم.
وهذا الصبر الذي هو انبل واعلى صفة اخلاقية، لا تجده الا في الانبياء --- ... الصفحة 204 ... ---
Page 203