44

Adilla

أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول

Chercheur

مشهور بن حسن بن سلمان

Maison d'édition

مكتبة الغرباء الأثرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٣هـ - ١٩٩٣هـ

Lieu d'édition

السعودية

قلت وَهَذَا يُعَارضهُ مَا صَحَّ فِي صَحِيح مُسلم عَنهُ ﵊ كَمَا سبق عَلَيْهِ الْكَلَام وَهَذَا المسلك ذهبت إِلَيْهِ طَائِفَة مِنْهُم الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ فَقَالَ فِي كِتَابه أسرار التَّنْزِيل مَا نَصه قيل إِن آزر لم يكن وَالِد إِبْرَاهِيم ﵇ بل كَانَ عَمه وَاحْتَجُّوا عَلَيْهِ بِوُجُوه مِنْهَا أَن آبَاء الْأَنْبِيَاء ﵈ مَا كَانُوا كفَّارًا وَيدل عَلَيْهِ وُجُوه مِنْهَا قَوْله تَعَالَى ﴿الَّذِي يراك حِين تقوم وتقلبك فِي الساجدين﴾ قيل مَعْنَاهُ أَنه كَانَ ينْقل نوره من ساجد إِلَى ساجد فَبِهَذَا التصدير فالآية دَالَّة على أَن جَمِيع آبَاء مُحَمَّد ﷺ كَانُوا مُسلمين وَحِينَئِذٍ يجب الْقطع بِأَن وَالِد إِبْرَاهِيم ﵇ مَا كَانَ من الْكَافرين إِنَّمَا ذَاك عَمه أقْصَى مَا فِي الْبَاب أَن يحمل قَوْله تَعَالَى ﴿وتقلبك فِي الساجدين﴾ على وُجُوه أُخْرَى وَإِذا وَردت الرِّوَايَة بِالْكُلِّ وَلَا مُنَافَاة بَينهمَا وَجب حمل الْآيَة على الْكل وَمَتى صَحَّ ذَلِك ثَبت أَن وَالِد إِبْرَاهِيم ﵇ مَا كَانَ من عَبدة الْأَوْثَان ثمَّ قَالَ وَمِمَّا يدل على أَن آبَاء مُحَمَّد ﷺ مَا كَانُوا مُشْرِكين قَوْله ﷺ لم

1 / 109