223

Les Contraires

الأضداد

Enquêteur

محمد أبو الفضل إبراهيم

Maison d'édition

المكتبة العصرية

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Régions
Irak
وقول من قال ثلاث وثلاثون سنة، أَشبَه بالآية؛ لأَنَّه عطف الأَربعين عليه، والأَربعون أَقربُ إِلى ثلاث وثلاثين منها إِلى ثمانيَ عشرة سنة؛ فكان ذلك أَوْلَى، أَلاَ ترى أَنَّ قولك: قد أَخذتُ عامة المال أَو كُلَّه، أَحسنُ من قولِك: قد أَخذتُ أَقلَّ المالِ أَو كُلَّه! قال: وقول من قال: الأَشدّ ثمانيَ عشرة سنة لَيْسَ بخطأ.
قال الفَرَّاءُ: وفي قراءة عبد الله: حتَّى إِذا اسْتَوَى وبَلَغَ أَشُدَّهُ وبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قال: فهذا موافق لمعنى قراءتنا، أَلاَ ترى أَنَّك تقول في الكلام للرجل: لما وُلِدَ لك وأَدركتَ مدرك الرِّجال عَقَقْتَ وفَعَلْتَ! فالإِدراك قبل أَن يُولَدَ له، فقدَّم المؤخر ثَمّ،
كما قُدِّم ها هنا.
وقالَ بعض النحويِّين: الأَشدّ اسم واحدٍ لا واحدَ له، وهو بمنزلة الآنُك، والآنُك: الرَّصاص والأُسْرُبّ.
وقالَ الفَرَّاء: واحد الأَشُدّ شَدّ وشُدَّ، وأَشدّ كقولهم: فَلْس وأَفْلُس، وبحر وأَبْحُر، قال عنترة:
عَهْدي بِهِ شَدَّ النَّهارِ كأَنَّما ... خُضِبَ البَنَانُ ورأْسهُ بالعِظلِمِ
العِظْلِم: صِبْغ أَحمر، ويقال: هو البَقَّم. وقال الآخر:
تُطيفُ بِهِ شَدَّ النَّهارِ ظعينةٌ ... طويلة أَنقاءِ اليَدَيْن سَحُوقُ

1 / 223