71

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Maison d'édition

مؤسسة الحرمين الخيرية

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٤هـ

Genres

يرتله ويرتبه، ويتمهل فيه، ليفكر فيه هو وسامعه"١. ٣١ـ ملاحظة نبرة الصوت: ويراعى في ذلك أن تكون مسموعة بوضوح، وأن تكون وسطا بين رفع الصوت الذي يخرج بصاحبه عن طوره ويؤذي المخاطبين، وبين رخاوة الصوت التي تفقد الموعظة أثرها، وتجلب التماوت للسامعين. وقد يوهب بعض الناس صوتا جهوريا فيحسن به أن يضبط نبرة صوته؛ حتى لا يرتفع أكثر من اللازم خصوصا مع وجود المكبرات. ومنهم من صوته خافت جدا؛ فيحسن به أن يحاول إسماع المخاطبين قد استطاعته. وبالجملة فإن الاعتدال في رفع الصوت وخفضه هو المطلوب. قال ابن جماعة ﵀: "ألا يرفع صوته زائدا على قدر الحاجة، ولا يخفضه خفضا لا يحصل معه كما الفائدة"٢. وقال: "والأولى ألا يجاوز صوته مجلسه، ولا يقصر عن سماع الحاضرين؛ فإن حضر معهم ثقيل السمع فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمعه"٣. ثم إن الواعظ البارع يستطيع التحكم بنبرة صوته؛ فحين يحسن رفع الصوت فإنه يرفعه، وحين يحسن خفضه يخفضه. جاء في صحيح مسلم عن النبي ﷺ أنه إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم٤.

١ تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة، ص ٥٧. ٢ تذكرة السامع والمتكلم، ص ٧٤. ٣ تذكرة السامع والمتكلم، ص٧٥. ٤ مسلم "٨٦٧".

1 / 73