أدب الموعظة
أدب الموعظة
Maison d'édition
مؤسسة الحرمين الخيرية
Numéro d'édition
الأولى ١٤٢٤هـ
Genres
ومما ينبغي - أيضا - أن يتجنب كل ما يستقبح ويستجفى من الكلام.
ولهذا عني علماء البلاغة في مبادئ الكلام، وعقدوا له الفصول في كتبهم، ونبهوا على ما ينبغي للكاتب، والشاعر، والخطيب في هذا الشأن.
قال أبو هلال العسكري ﵀: "قال بعض الكتاب: أحسنوا معاشر الكتاب الابتداءات؛ فإنهن دلائل البيان.
وقالوا: ينبغي للشاعر أن يحترز في أشعاره، ومفتتح أقواله مما يتطير منه، ويستجفى من الكلام والمخاطبة، والبكاء، ووصف إقفار الديار، وتشتيت الألاف، ونعي الشباب، وذم الزمان لا سيما في القصائد التي تتضمن المدائح والتهاني، ويستعمل ذلك في المراثي، ووصف الخطوب الحادثة؛ فإن الكلام إذا كان مؤسسا على هذا المثال تطيّر منه سامعه، وإن كان يعلم أن الشاعر إنما يخاطب نفسه دون الممدوح"١.
ثم ضرب ﵀ أمثلة على ذلك، منها قوله: "أنشد البحتري أبا سعيد قصيدة أولها:
لك الويل من ليل تطاول آخره ... ووشك نوى حي تزم أباعره
فقال أبو سعيد: بل الويل والحرب لك، فغيره، وجعله: "له الويل" وهو رديء - أيضاـ
وأنشد أبو المقاتل الداعي:
لا تقل بشرى ولكن بشريان ... غرة الداعي ويوم المهرجان
فأوجعه الداعي ضربا، ثم قال: هلا قلت:
إن تقل بشرى فعندي بشريان"٢.
١ كتاب الصناعتين، ص٤٣١. ٢ كتاب الصناعتين، ص٤٣٢.
1 / 69