Adam Smith: Une courte introduction
آدم سميث: مقدمة موجزة
Genres
ربما كان محقا في ذلك، غير أنه لم يتنبأ بصعود السلطة النقابية، ومشكلات التلوث الصناعي، وتضخم المال المجاز في التعامل، والكثير من المشكلات التي تزعج الاقتصاديين في عصرنا هذا.
وبغض النظر عن هذه الملاحظات، فإن «ثروة الأمم» - بما فيه من تبيان لكيفية ما تؤدي إليه حرية العمل والشعور بالأمن فيه، والتجارة، والادخار، والاستثمار من تعزيز للازدهار، دون أي حاجة لسلطة توجيه - يزودنا بنطاق فعال من الحلول لأسوأ المشكلات الاقتصادية التي يمكن أن نبتلى بها. إن الاقتصاد الحر هو منظومة مرنة قابلة للتكيف، يمكنها مقاومة صدمات المستجدات، والتغلب على كل ما يحمله المستقبل من تحديات.
هوامش
الفصل الرابع
كتاب «نظرية المشاعر الأخلاقية»
صدر كتاب «نظرية المشاعر الأخلاقية» في عام 1759، وكان سميث يبلغ الخامسة والثلاثين في ذلك الحين، وانبثق الكتاب من منهاج المحاضرات التي كان يلقيها في علم الأخلاق في جامعة جلاسكو. وهو كتاب غير واضح الأسلوب؛ إذ كان سميث يلقي محاضرات أيضا في مجالي البلاغة والأسلوب الأدبي؛ فاللغة التي استخدمها تحفل بالكثير من الزخرفة الأسلوبية بالمقارنة مع النثر العلمي الواضح الذي يستخدمه الفلاسفة اليوم. وفي الواقع، وصف إدموند بيرك، صديق سميث، أسلوب هذا الكتاب بأنه «رسم أكثر منه كتابة»، ولهذا يحتاج إلى قراءة متأنية. (1) الموضوعات الأساسية في الكتاب
على الرغم مما سبق، كان «نظرية المشاعر الأخلاقية» بمنزلة فتح علمي حقيقي؛ فهو يبين أن أفكارنا وأفعالنا الأخلاقية ليست إلا نتاجا لطبيعتنا باعتبارنا كائنات اجتماعية. ويرد في الكتاب أن المنهج النفساني الاجتماعي هذا يرشدنا على نحو أفضل من المنطق ويوجهنا نحو الفعل الأخلاقي. ويحدد سميث في كتابه القواعد الأساسية ل «الاهتمام بالنفس» و«العدل» اللذين يحتاجهما المجتمع للبقاء، ويشرح الأفعال الإضافية «الخيرية» التي تمكنه من الازدهار. (1-1) المصلحة الشخصية والتعاطف
إننا نمتلك - كأفراد - ميلا طبيعيا إلى العناية بأنفسنا، وهذا يعتبر اهتماما بالنفس بالمعنى المجرد. لكن باعتبارنا كائنات «اجتماعية» أيضا - كما يشرح سميث - وهبنا الخالق «تعاطفا» طبيعيا تجاه الآخرين (وقد اكتسبت هذه الكلمة معاني أخرى في أيامنا؛ لذلك ربما يكون من الأنسب استخدام مصطلح «المشاركة الوجدانية»). فعندما نرى الآخرين تعساء أو سعداء، فإننا نشاركهم الشعور، وإن كان بدرجة أقل. وعلى نحو مشابه، يسعى الآخرون إلى مشاركتنا وجدانيا والشعور بما نشعر به، وعندما تكون مشاعرهم قوية جدا، فإن هذا الشعور بالمشاركة يحثهم على كبح مشاعرهم بما يجعلها متزنة مع استجاباتنا الأقل حدة. ومع انتقالنا من الطفولة إلى البلوغ، يتعلم كل منا تدريجيا قائمة الممنوعات والمباحات في التعامل مع الآخرين؛ فالمبادئ الأخلاقية تنبثق من طبيعتنا الاجتماعية. (1-2) العدل وعمل الخير
وكذلك العدل؛ فعلى الرغم من أننا نهتم بمصالحنا، فإنه يتوجب علينا مجددا أن نعرف كيفية العيش معا ومع الآخرين دون الإضرار بهم، وهذا هو الحد الأدنى الضروري لبقاء المجتمع، فإذا تخطى الناس هذا الحد وفعلوا الخيرات، نرحب بفعلهم، لكن لا يمكننا أن «نطالب» به كما نطالب بالعدل. (1-3) الفضيلة
إن الاهتمام بالنفس والعدل وعمل الخير أمور جميعها مهمة، غير أن النموذج المثالي لا بد أن يتجسد في تعاطف شخص محايد، حقيقيا كان أم خياليا - أو ما يدعوه سميث «المراقب المحايد» - تعاطفا كاملا مع مشاعرنا وأفعالنا، وهذا يتطلب «تحكما بالنفس»، وهنا تكمن الفضيلة الحقيقية. (2) المشاركة الوجدانية الطبيعية كأساس للفضيلة
Page inconnue