فانتفض فهيم حتى تزلزل هيكل عظامه، وقال: من قال لك ذلك؟ - ليس خفي إلا ويعلن يا هذا، فإني أعرف تاريخ حياتك قبل أن تولد، فهل تريد أن أسرده لك الآن حرفا حرفا؟ فاسمع لأقص عليك رذائلك ورذائل أبيك.
فقاطعه فهيم قائلا: اصمت اصمت يا ماكر، وهب أني أبدلت اسمي فهيفاء زوجة شخصي لا زوجة اسمي. - ولكن متى صرت ثانية الأمير سليمان الخزامي تفتش هيفاء عن فهيم رماح، فلا تجده، فزوجة من تكون حينذاك؟ - تكون زوجة ابن عمها، سواء كان فهيم رماح أو سليمان الخزامي. - أي أسقف حلل لك أن تتزوج ابنة عمك؟
وعند ذلك دخل الأب أمبروسيوس وقال: لقد سمعت حديثكما.
فقال فهيم بك: هل تنكر أنك كللتني يا أبانا؟
فأجاب الكاهن: لا أنكر يا ابني، ولكن الإكليل فاسد، فلماذا لم تقل إن الفتاة ابنة عمك؟
فازداد فهيم بك تحيرا وقال: يا للخيانة! يا للخيانة! لعبتما علي دورا، إن هيفاء زوجتي وإذا لم يكن بد من «تحليلة»، فأعرف كيف أحصل عليها، أريد الآن أن تذهب زوجتي معي، هلمي يا هيفاء.
عند ذلك قرع الباب وذهبت العجوز لتفتحه فقال جورجي: إلى أين يا فهيم؟ - إلى منزلي. - بل لديك مهمة أخرى تمنعك عن الذهاب إلى منزلك الليلة، فأجل أخذ هيفاء إلى أجل غير مسمى.
فوقف فهيم كالأخبل لا يفهم قصد جورجي، ولكنه ما لبث أن رأى اثنين من الشرطة يدخلان، فانهلع فؤاده إذ قال أحدهما: من منكم هو فهيم بك رماح؟
فقال جورجي: هذا هو الواقف بيننا.
فاصطكت ركبتا فهيم وكاد يقع إلى الأرض وجلا، لو لم يقبض أحد الشرطيين على ذراعه وقال: ماذا تريد مني؟ - أن ترافقنا إلى دائرة البوليس.
Page inconnue