وتمت العملية كلها، ولم يسمع بها أحد من داخل البنك أو خارجه.
واشترط أن ينال هو نصف ما سيهربه من أسهمهم، وقبل جميعهم العملية وشرطها.
وأطلع عبد الشكور رئيسه صبحي بك واعدا إياه بمبلغ لا بأس به؛ فقد كتم عنه طبعا النسبة التي سينالها من المساهمين؛ والذي يقبل المال الحرام مرة من الطبيعي أن يقبله دائما.
ورحب صبحي بالعملية.
وخاصة أن ما كان يعطيه له عبد الشكور من عمليات الأسهم سينقطع كما سينقطع عنه ما كان يصيبه من سمسرة القطن من يد عبد الشكور.
فقد أممت الدولة تجارة القطن أيضا، وعلق صبحي على تأميم التجارة في القطن قائلا لعبد الشكور: إنها قد فرضت على الفدان ضريبة أكثر من خمسمائة جنيه للفدان الواحد يدفعها الفلاح الذي تقول الحكومة إنها جاءت لتنقذه من الاقطاع. هل كان يجرؤ أي اقطاعي أن يشتري قطن الفلاح إلا برضى الفلاح نفسه.
وقال عبد الشكور: فرق السعر الذي تشتري به الدولة من الفلاح والسعر الذي تبيع به يزيد عن الخمسمائة جنيه. - فعلا. - على كل حال أنا وأنت الوحيدان اللذان كسبا من تأميم الأسهم. - البركة فيك. فكرتك عظيمة. - لولاك ما استطعت أن أنفذها. - المبلغ الذي حصلت عليه يجعلني أفكر في ترك البنك.
لم يتظاهر عبد الشكور بالدهشة، وأدرك صبحي ما يجول بنفس صاحبه فإذا هو يقول فجأة: نعم، لماذا لا؟ - ما هو؟ - لماذا لا تصبح أنت مكاني؟ - هل يمكن ذلك؟ - البركة في موسى أشرف. - وفيك أيضا. - توكل على الله.
الفصل الحادي عشر
شقة فاخرة ومدير بنك ومال وافر وجاه عريض، متى ينفذ تخطيطه للزواج إن لم يكن اليوم؟! وأين سيجد رستم نامق لابنته فوزية زوجا أحسن من عبد الشكور حيدر؟!
Page inconnue