123

عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات

عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات

Genres

٥- إن الصحابة ﵃ هم حجر الزاوية فى بناء الأمة المسلمة، عنهم قبل غيرهم تلقت الأمة كتاب الله ﷿، وسنة رسوله ﷺ، فالغض من شأنهم والتحقير لهم، بل النظر إليهم بالعين المجردة من الإعتبار، لا يتفق والمركز السامى الذي تبوءوه، ولا يوائم المهمة لكبرى التى انتدبوا لها ونهضوا بها. كما أن الطعن فيهم والتجريح لهم، يقوض دعائم الشريعة، ويشكك فى صحة القرآن، ويضيع الثقة بسنة سيد الأنام ﷺ!؛ فضلاَ عن أنه تجريح وقدح فيمن بوأهم تلك المكانة، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس!!! .
٦- إن الآيات القرآنية، التى جاء فيها عتاب للصحابة أو لبعضهم لارتكابهم بعض المعاصى لخير دليل شاهد على ما سبق ذكره، من أن المراد بعدالتهم جميعًا عصمتهم من الكذب فى حديث رسول الله ﷺ، وليس معنى عدالتهم عصمتهم من المعاصى أو من السهو أو الغلط، فهذا لم يقل به أحد من أهل العلم، وحتى مع ارتكاب بعضهم لبعض الذنوب، فقد امتن الله عز وجلعليهم بالتوبة والمغفرة لذنوبهم؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
٧- أجمعت الأمة - إلا من شذ ممن لا يعتد بخلافهم؛ على تعديل الله ﷿، ورسوله ﷺ للصحابة أجمع، والنقول فى هذا الإجماع كثيرة عن علماء الأمة، من المحدثين، والفقهاء، والأصوليين.
٨- إن جميع الأمة مجمعة على تعديل من لم يلابس الفتن من الصحابة ﵃، وأما من لابس الفتن منهم، وذلك حين مقتل عثمان ﵁، فأجمع من يعتد به أيضًا فى الإجماع على تعديلهم إحسانًا للظن بهم، ولما أدى إليه اجتهاد كل فريق من اعتقاده؛ أن الواجب ما صار إليه، وأنه أوفق للدين وأصلح للمسلمين.

1 / 123