Le comportement de la demande et le sommet de la littérature

Al-Shawkani d. 1250 AH
33

Le comportement de la demande et le sommet de la littérature

أدب الطلب

Chercheur

عبد الله يحيى السريحي

Maison d'édition

دار ابن حزم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Lieu d'édition

لبنان / بيروت

ونشرها وتعريف النَّاس إِيَّاهَا وَكَانُوا إِذْ ذَاك يثلبون من كَانَت بَينه وَبَينه عَدَاوَة أَو مُنَافَسَة ثمَّ لما جَاءَت الدولة العباسية عَقبهَا كَانَ الْعَبَّاس عِنْد أَهلهَا أعظم الصَّحَابَة قدرا وأجلهم وَكَذَلِكَ ابْنه عبد الله وتوصلت خلفاء بني الْعَبَّاس بِكَثِير من شعراء تِلْكَ الدولة إِلَى تَفْضِيل الْعَبَّاس على عَليّ ثمَّ تَفْضِيل أَوْلَاد الْعَبَّاس على أَوْلَاد عَليّ وَكَانَ النَّاس فِي أيامهم يعدونهم أهل الْبَيْت ويطبقون مَا ورد من فَضَائِل الْآل عَلَيْهِم وَأَوْلَاد عَليّ إِذْ ذَاك إِنَّمَا هم عِنْدهم خوارج لقيامهم عَلَيْهِم ومنازعتهم لَهُم فِي الْملك وَلَقَد كَانَ بَنو أُميَّة قبلهم هَكَذَا يعْتَقد أهل دولتهم فيهم أَنهم هم الْآل والقرابة وعصبة رَسُول الله ﷺ وَأَن العلوية والعباسية لَيْسُوا من ذَلِك فِي وُرُود وَلَا صدر بل أطبقوا هم وَأهل دولتهم على لعن عَليّ وَلَا يعرف لديهم إِلَّا بِأبي تُرَاب والمنتسب إِلَيْهِ والمعظم لَهُ ترابى لَا يُقَام لَهُ وزن وَلَا يعظم لَهُ جَانب وَلَا ترعى لَهُ حُرْمَة ثمَّ قَامَت الدولة العبيدية فانتسبوا إِلَى عَليّ وَسموا دولتهم الدولة العلوية الفاطمية ثمَّ أفرطوا فِي التَّشَيُّع وغالوا فِي حب عَليّ وبغض كثير من الصَّحَابَة واشتغل النَّاس بفضائل عَليّ ونشرها وبالغوا فِي ذَلِك حَتَّى وضع لَهُم عُلَمَاء السوء أكاذيب مفتراة وَقد جعل الله ذَلِك الإِمَام فِي غنى عَنْهَا بِمَا ورد فِي فضائله فالناشئ فِي دولة ينشأ على مَا يتظهر بِهِ أَهلهَا ويجد عَلَيْهِ سلفه فيظنه الدّين الْحق وَالْمذهب الْعدْل ثمَّ لَا يجد من يرشده إِلَى خِلَافه إِن كَانَ قد تظهر أَهله بِشَيْء من الْبدع وَعَلمُوا على خلاف الْحق لِأَن النَّاس إِمَّا عَامَّة وهم يَعْتَقِدُونَ فِي تِلْكَ الْبدع الَّتِي نشأوا عَلَيْهَا ووجدها بَين ظهرانيهم إِنَّمَا هِيَ الدّين الْحق وَالسّنة القويمة والنحلة الصَّحِيحَة وَإِمَّا

1 / 61