ثباتا ويشد من عضده ويقوى قلبه فِي نصْرَة الْحق ومعاضدة أَهله
وَمن تَأمل الْأَمر كَمَا يَنْبَغِي عرف أَن كل قَائِم بِحجَّة الله إِذا بَينهَا للنَّاس كَمَا أمره الله وصدع بِالْحَقِّ وَضرب بالبدعة فِي وَجه صَاحبهَا وألقم المعتصب حجرا وأوضح لَهُ مَا شَرعه الله لِعِبَادِهِ وَأَنه فِي تمسكه بمحض الرَّأْي مَعَ وجود الْبُرْهَان الثَّالِث عَن صَاحب الشَّرْع كخابط عشواء وراكب العمياء فَإِن قبل مِنْهُ ظفر بِمَا وعده رَسُول الله ﷺ من الْأجر فِي حَدِيث لِأَن يهدى الله بك رجلا الحَدِيث وَإِن لم يقبل مِنْهُ كَانَ قد فعل مَا وَجب الله عَلَيْهِ وخلص نَفسه من كتم الْعلم الَّذِي أمره الله بإفشائه وَخرج من ورطة أَن يكون من الَّذين يكتمون مَا أنزل الله من الْبَينَات وَالْهدى وَدفع الله عَنهُ مَا سولته لَهُ نَفسه الأمارة من الظنون الكاذبة والأوهام الْبَاطِلَة وانْتهى حَاله إِلَى أَن يكون كَعبه الْأَعْلَى وَقَوله الأرفع وَلم يزده ذَلِك إِلَّا رفْعَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وحظا عِنْد عباد الله وظفرا بِمَا وعد الله بِهِ عبَادَة الْمُتَّقِينَ وهم وَإِن أَرَادوا أَن يضعوه بِكَثْرَة الْأَقَاوِيل وتزوير المطاعن وتلفيق الْعُيُوب وتواعدوه بإيقاع الْمَكْرُوه بِهِ وإنزال الضَّرَر عَلَيْهِ فَذَلِك كُله يَنْتَهِي إِلَى خلاف مَا قدروه وَعكس مَا ظنوه وَكَانَت الْعَاقِبَة لِلْمُتقين كَمَا وعد بِهِ عبَادَة الْمُؤمنِينَ (وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيء إِلَّا بأَهْله)
وَلَقَد تتبعت أَحْوَال كثير من القائمين بِالْحَقِّ المبلغين بِهِ كَمَا أَمر الله المرشدين إِلَى الْحق فوجدتهم ينالون من حسن الأحدوثة وَبعد الصيت وَقُوَّة الشُّهْرَة وانتشار الْعلم ونفاق المؤلفات وطيرانها وقبولها فِي النَّاس مَا لَا يبلغهُ غَيرهم وَلَا يَنَالهُ من سواهُم
وسأذكر لَك هُنَا جمَاعَة مِمَّن اشتهرت مذاهبهم وانتشرت أَقْوَالهم وطارت
1 / 42