Livre de la conduite du médecin
كتاب أدب الطبيب
Genres
وذلك أن أسباب البرء، والذى لا يتم أمره إلا بها، ثلاثة، على ما حكاه حنين عن بقراط وجالينوس، وهى: الطبيب، والمرض، والمريض. والطبيب والمرض ضدان، لأن الطبيب خادم للطبيعة، والمرض عدو الطبيعة. وأما المريض، فهو لا محالة إما أن يوالى الطبيب، فيعاونه على برئه، وإما أن يوالى المرض، فيعينه على نفسه. فإن هو والى الطبيب، فأطاعه فى جميع ما يأمر به، رجوت له العافية، لأنه يجتمع على محاربة واحد محاربان. وإن والى المرض، باتباعه الشهوات التى بجلبها عليه مرضه، جنى على الطبيب جنايتين: إحداهما أنه يتركه منفردا بالحرب، وقد كان يجب عليه أن يكون معه ثانى اثنين، والأخرى أن يصير مع مرضه محاربا ثانى اثنين، وقد كان يجب عليه أن يتركه مفردا.
وجميع ما قيل فى هذا القول، مجمل فى فصل أتى به بقراط فى المقالة الأولى من إبيديميا، وهذا قوله بلفظه،: قال بقراط: قوام الصناعة بثلاثة أشياء: المرض، والمريض، والطبيب. والطبيب خادم الطبيعة، وينبغى للمريض أن يقاوم المرض مع الطبيب. وبغير شك أنه قد يخفى كثير من ذلك، فيؤول الأمر إلى هلاك المريض، وسوء ذكر الطبيب. ولأجل ذلك ينبغى للطبيب أن لا يغفل ذلك، بل يهتم يتفقده، وينبه عليه. وفيما ذكرناه فى هذا الباب من ذلك كفاية لأهل الفطن.
Page 115