21

Adab Nafs

أدب النفس

Chercheur

الدكتور أحمد عبد الرحيم السَّايح

Maison d'édition

الدار المصرية اللبنانية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

Lieu d'édition

مصر

فإن اعترض في هذا القول معترض بالإنكار، وقال هذا غير موجود في الأنبياء والرسل ﵈، فقد جاءنا عنهم أنهم كانوا يبكون في المصائب، ويحزنون عليها، ويجدون ألم الأشياء المكروهة، ويفرحون في المحبوب. فيقال له: يا عاجز، وما يدريك ن أي شيء بكت الرسل وحزنت؟ وكيف كان همهم في المكاره؟ وكيف كان فرحهم؟ ومن أي شيء ففرحوا؟ فرب فرح محمود، وعلى ذلك حب الله عباده؛ ورب حزن ممدوح أهله في الدنيا والآخرة، ونطق الكتاب بالثناء عليهم، والبكاء على سبعة أنواع، فما فوقها، كل نوع منها من شيء غير الآخر، فهل ميزت بين هذه الأشياء، وهل اطلعت مطلع هذه المنازل؟ أم أنت رجل تبعت شيئًا من هذا العلم تفخر به، وترأست به، فأنت تريد أن تطفئ نور الله بفيك، وتنسب الرسل إلى ما لم يأذن به الله، وتحير الخلق في سبيل الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون والكافرون. فإما فرح المتقين فبفضل الله ورحمته، وعلى ذلك دلّ عباده، وأما فرح الأنبياء والصديقين فبه تبارك اسمه،

1 / 31