وقال في مقلب الشعر:
إنما الدنيا سراج ... ضوؤه ضوء مغار
بينما غصنك غصن ... ناعم فيه اخضرار
إذ رماه الدهر يو ... مًا فيه اصفرار (٤٨)
وكذاك الليل يأتى ... ثم يمحوه النهار
وقال في المداراة (٤٩):
إذا هبطت بلدًا أهلها على غير ما تعرف وأنت على غير ما يعرفون فالزم كثيرًا من المداراة فما أكثر من دارى ولم يسلم فكيف من لم يكن منه مداراة.
وفي ذلك أقول شعرًا:
ياذا الذي أصبح لا والدًا ... له على الأرض ولا والِدَهْ
قد مات من قبلهما آدم ... فأي نفس بعده خالدهْ
إن جئت أرضًا أهلها كلهم ... عور فغمض عينك الواحدهْ
وقال: لا تقاتلن أحدًا تجد من قتالة البَدُّ (٥٠) فإنما الحمقان (٥١) لمن غلب ولا غالب إلَّا الله وإن آخر الدواء الكى فلا تجعله أولًا.
_________
(٤٨) اصفرار: من اصْفَرَّ: صار أصفر اللون - والزَّرعُ: يبس ورقه وآن حصاده. الوسيط (١/ ٥١٦).
(٤٩) المداراة: من داراه: لاطفه ولاينه ورفق به واتقاه. الوسيط (١/ ٢٨٢). والمقصود الملاينة والملاطفة.
(٥٠) البَدُّ: التعب. الوسيط (١/ ٤٣).
(٥١) (الحمقان): هكذا بالأصل ولعل الصواب [الحمق].
1 / 30