[كيفية اختيار الصديق الصدوق]
أما الرفقاء في السفر والجلساء في الحضر والخلطاء في النقم والشركاء في العدم فاحفظ مصاحبتهم وواظب على إخائهم، وفى ذلك أقول شعرًا:
وكنت إذا صحبت رجال قومٍ ... صحبتهم وشيمتى الوفاء
فأحسن حين يحسن محسنوهم ... وأجتنب الإساءة إن أساءوا
وأبصر ما بعينهم بعين ... عليها من عيونهم غطاء
ارتد (٤٠) رضاهم أبدًا وآتى ... مشيئتهم وأترك ما أشاءُ
لا تبدأن (*) أحدًا بصغيرة مما يكره ولا بكبيرة ولا بقليل مما يسخط ولا بكثير فإن ابتدأك أحد بشئ من ذلك فقدرت على الانتصار منه فعفوت أو انتصرت فما أحسن جميع ذلك إلا أن العفو أكرم والانتصار أعز وكلاهما حظ.
وفى ذلك أقول شعرًا:
فما ذات باب تحمده فيما علمـ ... ـت عليه مطرق الصواب
وأى الناس ألأم من سفيه ... يقول ولا يخاف (**) من الجواب
وقال في الجهل:
إياك والجهل فإنما تجهل على ثلاثة رجل أنت أعز منه، ورجل هو أعز منك، ورجل أنت وهو في العز سواء.
_________
(٤٠) (ارتد): هكذا بالأصل والصواب [أريد].
(*) بالأصل (تبد) والصواب ما أثبتناه.
(**) بالأصل (يخافين) والصواب ما أثبتناه.
1 / 26