والانفرادية في الأدب هي مذهب الأدب للخاصة التي تسود العامة بتقاليدها وتراثها وميزاتها واحتكاراتها.
وهي مذهب المحافظين والإمبراطوريين.
وهي أشعار «كبلنج» شاعر الإمبراطورية الذي لا يتورع من أن ينصح للجنود الإنجليز أن يبقروا بطون الزنوج وأن يضربوا الهنود، وليس عجيبا أن يعجب تشرشل بأشعاره.
ونيتشه هو تلميذ دوساد، ولكن التلميذ هنا يفضل أستاذه، ويتوغل في المستقبل إلى أنانية فلسفية غايتها ارتقاء الإنسان كما توهمه. •••
هذا هو التراث الذي يمكن أن نعزوه إلى دوساد، أي أننا نجد في مجتمعنا مركبات سيكلوجية ومذهبية وسياسية لها منطق، حين نقرأ وندرس حياة دوساد.
ولكن لنا تراثا آخر من جان جاك روسو.
هو أن الطبيعة البشرية ليست عدوانية، وأن الحب يغمرنا، ونحن ننزع إلى التعاون والرغبة في مساعدة الضعيف أكثر مما ننزع إلى الأنانية والعدوان.
ثم نجد المركبات لهذا المذهب.
في الطبيعة تعاون كما أن فيها تنازعا، ولكن التعاون يغلب، وكلما ارتقت الأحياء ازداد اعتمادها على التعاون؛ فإن العائلة توجد في الطيور والرواضع، وهي أرقى الحيوانات، ولا تترك الأطفال عرضة لتنازع البقاء، كما هي الحال في الحيوانات الدنيا، وعند الإنسان مجتمع يكفل التعاون لأفراده فوق تعاون العائلة.
وروح روسو تتضح في مذاهب التربية الحديثة، وهي جميعها تقاطع العصا في تربية الأطفال وتعتمد على الحب.
Page inconnue