حبيبٌ ملكت الصبر بعد فراقه ... على أنني علقتهُ والفتهُ
محا حسن يأسي شخصه من تذكري ... فلو أنني لاقيته ما عرفتهُ
وله أيضًا في نحو من ذلك، ولعله مُحَيَّنٌ بذكره، وناطق بالشهادة على تقصيره وعجزه:
ولاعبٍ بالهوى يؤمل أن يظ ... هر لي جفوة وأهواهُ
قلت لقلبي وقد تتبعه: ... يا قلبُ إما أنا وأما هو!!
وفي المعنى الأول قال قائل مصيب: عيُّ صامتٍ خيرٌ من عيِّ ناطق. ومن هاهنا قال بشار:
وعيُّ القيام كعبيِّ الكلام ... وفي الصمت عيِّ كعبيِّ القلم
وفي بعض الأحاديث إن ابن آدم إذا أصبح كفرت أعضاؤه للسان، وقالت: اتق الله فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا، وحدثني بعض شيوخنا بإسناد رفعه إلى أبي الدرداء أنه قال: لأن يعثر الرجل حتى يخر لوجهه خير له من أن يعثر بلسانه، وأنشدني هذا الشيخ في منظوم هذا المعنى لبعضهم:
يموتُ الفتى من عَثرَة بلسانه ... وليس يموت المرءُ من عَثرة الرجلِ
فعثرته من فيه تُودي برأسهِ ... وعثرته بالرِّجل تُوسىَ على مهلِ
وقال أبو الفضل الريعي - من ولد ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب - حدثني محمد بن ذياد مؤدب المعتز - قال: بينا أنا جالس مع المعتز والزَّبير بن بكار يقرأ عليه أخبار أبي السائب وكان المتوكل قال لي: إذا غضبت عليه فلا تضربه، وقل ليندون الخدم يضربه،
1 / 75