Littérature pour enfants : une très brève introduction
أدب الأطفال: مقدمة قصيرة جدا
Genres
إن عدد ومدى تعقيد القضايا الأخلاقية التي تعج بها رواية «لعبة إندر» هائلان؛ فهل من الصواب السماح للأطفال بالاقتتال إذا كان هذا من الممكن أن ينقذ البشرية؟ هل هناك ما يبرر للكبار قيامهم بالضغط على الأطفال ذهنيا وبدنيا وعاطفيا مهما كان السبب؟ هل من الصواب السماح لأي شخص بتنفيذ خطة إبادة جماعية تحت ستار ممارسة لعبة؟ هل هناك حدود للولاء؟ وحقيقة أن الأطفال قد اهتموا بقراءة رواية «لعبة إندر» إلى هذا الحد تدل على أن هذه الأسئلة تشغل بالهم، وأنهم يرون أن تلك الكتب وسيلة لاستكشافها.
كلا الجانبين الآن
ترجع المشكلات الكثيرة التي أثارتها رواية «لعبة إندر» إلى كونها قصة عن الحرب إلى جانب كونها قصة مدرسية. وبينما كانت قصص الحروب في الماضي تقدم أحداثا وطنية وواضحة مثل تلك الموجودة في روايات جي إيه هنتي (1832-1902)، نجد أن هذا الجنس الأدبي خرج من رحمه الكثير من أقوى الأعمال الأدبية المقدمة للأطفال في العقود الأخيرة وأكثرها تحديا على المستوى الأخلاقي. ومنذ سبعينيات القرن العشرين، لم تعد قصص الحرب تروى من منظور المنتصر كما كان الحال على مدار الجزء الأكبر من تاريخ أدب الأطفال، وغالبا ما كانت الحدود بين الصديق والعدو صعبة التمييز.
تحكي رواية «أنا ديفيد» (1963) للكاتبة آن هولم، عن ولد يهرب من أحد معسكرات الاعتقال التي نشأ فيها، وقد ترجمت هذه الرواية من اللغة الدانماركية إلى اللغة الإنجليزية في عام 1965، ومنذ ذلك الحين، أنتج أدب الأطفال عددا من الكتب التي تتناول أهوال الحرب ولا سيما محرقة الهولوكوست. وقد أثارت الأعمال الأدبية التي تناولت محرقة الهولوكوست تحديدا جدلا كبيرا؛ فتساءل بعض النقاد حول ما إذا كان من المناسب الكتابة عن مثل هذا الموضوع لجمهور من الصغار أم لا، لعدة أسباب منها أن فهم هذا الموضوع يتطلب تبسيطا شديدا حتى إن النصوص يجب أن تحرف الأحداث، كما أن مواجهة الأطفال بهذه الوحشية قد يكون أمرا مضرا لهم. وذهب البعض الآخر إلى قول أنه ليس مبكرا على الإطلاق رواية قصة الهولوكوست للأطفال؛ لأن هناك دافعا أخلاقيا لإخبارهم بما حدث كوسيلة لمنع تكرار هذه الوحشية في المستقبل، وإحياء لذكرى ضحايا الهولوكوست.
ويعتبر الكتاب المصور الذي كتبه المؤلف الإيطالي روبرتو إينوسينتي تحت عنوان «روز بلانش» (1985، وتحتوي النسخة البريطانية منه على نص أعاد سرده إيان ماكيوان؛ أما النسخة الأمريكية (وهي أفضل من البريطانية) فقد ترجمت من الإيطالية على يد مارثا كوفينتري وريتشارد كراليا) من أوائل الأعمال التي استخدمت وجهة نظر طفل يتمتع بالبراءة وتداخل الألفاظ والصور لخلق نص سردي بليغ. وهناك الكثير من الفجوات بين ما يقال وما يفهم من تلك القصة التي تحكي عن فتاة ألمانية تكتشف معسكر موت على أطراف قريتها، وتفعل ما في وسعها لمساعدة السجناء قبل أن تلقى حتفها خطأ برصاص القوات المنسحبة. لا تبسط رواية «روز بلانش» الأمور مطلقا، بدءا من حقيقة أن البطلة فتاة ألمانية طيبة، وأن مكافأتها على إنسانيتها ونكرانها لذاتها وشجاعتها هو الموت. ونجد أيضا أن الموت هو الثمن الذي يدفعه برونو - الشخصية المحورية في رواية «الولد ذو البيجامة المخططة» (2006) للكاتب جون بوين - مقابل صداقته لولد يدعى شمويل، وهو سجين في معسكر الموت الذي يديره والد برونو. وبينما يؤكد إينوسنتي على براءة روز بلانش وشجاعتها ليؤكد أن هناك ألمانا طيبين، يبرز بوين افتقار برونو للمعرفة وعجزه عن فهم الأمور التي يراها ويسمعها ليوضح أن كثيرا من الألمان كانوا مثله غير مدركين لما يحدث. والعنوان الفرعي لرواية «الولد ذو البيجامة المخططة» يقول إنها قصة خيالية، ربما ليلتمس العذر لعدم دقة الحقائق المذكورة والأحداث التي لا تصدق، والنهاية الغامضة. وفي الرواية نجد أن برونو - الذي لم يتصرف دائما بنبل - يتمكن من زيارة شمويل على الجانب الآخر من السياج السلكي الذي كان يفصل بينهما حتى ذلك الوقت، وينتهي به الأمر بالذهاب مع شمويل إلى غرفة الغاز. فهل تكون لحظة موته هي أكثر اللحظات التي تصرف فيها بحماقة، أم أكثر اللحظات التي أحسن فيها التصرف؟ إن موت برونو يدمر أسرته، لكن هل يجعله ذلك نوعا من العدالة أو يمثل تعويضا لمئات الآلاف من اليهود الذين أبيدوا في المعسكر؟ هذا الكتاب أيضا شديد التعقيد من الناحية الأخلاقية.
المتاهة الأخلاقية في أدب الأطفال
تنتمي روايتا «روز بلانش» و«الولد ذو البيجامة المخططة» إلى فرع متنام من أدب الأطفال، والذي يظهر إلى أي مدى قد يكون الصغار ضحايا للأعمال الوحشية وشهودا عليها، وفي بعض الحالات تكون تلك الأعمال الوحشية من صنع أيديهم. رغم أن أفكار الصراع والإبادة الجماعية من الموضوعات القديمة، فإنها لا تزال حاضرة في الجدل الأخلاقي؛ والأمر نفسه ينطبق على المعرفة المحرمة. فمنذ أساطير بروميثيوس وأسطورة السقوط في جنة عدن وحتى رواية «فرانكنشتاين» (1818)، للكاتبة ماري شيلي، وما انحدر من نسلها من أعمال مماثلة، نجد أن القصص التي تحكي عواقب امتلاك البشر لمعرفة لا يمكنهم فهمها فهما كاملا أو السيطرة عليها تماما هي عناصر أساسية في التراث الأدبي الذي نحكيه باستمرار للأطفال. ومن الأمور الحديثة التي تركز عليها هذه القصص علم الاستنساخ، وقد ظهر في أدب الأطفال جنس أدبي فرعي لا ينفك عن النمو يتحدث عن قصص الاستنساخ، ويستكشف بعض التحديات الأخلاقية التي يطرحها هذا الجانب العلمي سريع التطور.
شكل 6-2: من رواية «الرجل» (1992) للكاتب رايموند بريجز. يقرر الرجل دقيق الحجم الذي يقدمه بريجز ألا يتم تجاهله أو الحكم عليه بطريقة نمطية سلبية بسبب صغر حجمه. تواجه القصة أيضا الأفكار النمطية السائدة عن النوع وتمكن الولد من اعتبار التربية والعناية سمة مشروعة من سمات الرجولة.
2
وباستشراف المستقبل في الوقت الذي يمكن فيه استنساخ البشر بالكامل، ستهتم كتب الأطفال بطرح سؤالين متصلين ببعضهما؛ السؤال الأول هو: إلى أي مدى يعتبر هذا المستنسخ شخصا حقيقيا؟ أما السؤال الثاني فهو: هل من الصواب عمل شخص مستنسخ من أجل الحصول على أعضاء وأجزاء الجسم منه لإصلاح و/أو تجديد الأعضاء والأجزاء الأصلية التي استنسخ منها؟ تعمد مصطلحات مثل «الحصول على أعضاء» إلى اعتبار المستنسخ شخصا أقل من البشر، لكن النصوص الأدبية كثيرا ما تحاول إضفاء صفة بشرية على المستنسخ بجعله شخصية محورية. وقد يقدم المستنسخ على أنه نسخة من الشخص الأصلي ليس أكثر، لكن القراء يتعرفون عليه كفرد مستقل له ذكرياته وتجاربه الخاصة. ومن هذا المنظور، يعتبر المستنسخ شبيها بأخ توأم أو جزء من مجموعة أجنة تكونت من بويضة واحدة، بدلا من اعتباره نسخة من أصل، وطريقة التفكير هذه تشجع على التعاطف مع المستنسخ.
Page inconnue